جاز ذلك لأنها وحدات وأنواع جمعت، فتقول: ضربت ضربين، وعلمت علمين، فيثنى لاختلاف النوعين، لأن ضربا يخالف ضربا في كثرته وقلته، وعلما يخالف علما في معلومه ومتعلقه، كعلم الفقه، وعلم النحو، كما: تقول عندي تمور، إذا اختلفت الأنواع، وكذلك الظن يجمع على ظنون لاختلاف أنواعه، لأن ظنا يكون خيرا وظنا يكون شرا - وقال الجرجاني: ولا يجمع المبهم إلا إذا أريد به الفرق بين
النوع والجنس، واغلب ما يكون فيما ينجذب إلى الاسمية نحو العلم والظن ولا يطرد. إلا تراهم لم يقولون في قتل وسلب ونهب (المصادر): قتول وساوب ونهوب - وقال غيره: لا يجمع الوعد لأنه مصدر. فدل كلامهم على أن جمع المصدر موقوف على السماع، فإن سمع الجمع عللوا باختلاف الأنواع، وإن لم يسمع عللوا بأنه مصدر، أي باق على مصدريته وعلى هذا فجمع القصد موقوف على السماع. وإما المقصد فيجمع على مقاصد. أهـ كلام صاحب المصباح.
قلنا: لم يسمع جهد جمع على جهود لكن اليوم أكثرت منه الصحف والمجلات والكتب، فالأحسن القول بجمعه وإن لم يسمع عن الفصحاء فيسابق العهد، لأن (إجماع فصحاء العصر كإجماع فصحاء الأقدمين، ولماذا يجوز لقوم واحد أن يقولوا كذا ولا يسمح لأبنائهم أن يتبعوهم؟
ونحن نجوز كل ما استعمله (فصحاء المولدين والمحدثين والعصريين) وإن خالف صريح نصوص الأقدمين القائلين بمنعه. هذا رأينا الفائل يقول به من يشاء ويضرب به عرض الحائط من يشاء ولا نلزم أحدا باتباعه.
المتولي الفقيه
س - الكاظمية - مصطفى جواد: قرأت في المرشد (٣: ١٠٤) مقالة بعنوان آثار (كذا أي آثار) بغداد هذه العبارة: (. . . ولما كنت قد وقفت على حقيقتهما (حقيقة المدرسة التاجية وصاحب قبر الشيخ أبي اسحق المدفون فيها) بعد البحث والاستقراء الدقيقين أردت بمقالي هذا أن أبين الحقيقة لمن تهمه هذه المباحث) ثم يقول في ص ١٠٦ ما هذا حرفه: (ومنهم (من المدفونين في التاجية) أبو سعيد عبد الرحمن بن مأمون ابن (كذا أي بن) علي المعروف