للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

يا كليبا! يا عقيلا! اخوتي ... يا جنيدا! ساعدوني بالبكا!

عذبت أختكم، يا ويلكم! ... بعذاب النكر صبحا ومسا

يكذب الأعجم ما يقربني ... ومعي حساسات الحيا

قيدوني! غللوني! ضربوا ... موضع العفة مني بالعصا!

قل لعدنان فديتم شمروا ... لبني الاعجام شمير الرحى

يا بني تغلب! سيروا وانصروا! ... وذروا الغفلة عنكم والكرى!

وأحذروا العار على أعقابكم ... وعليكم ما لقيتم في الورى!

وما زالت بهم حتى هبوا لنجدتها فأظفرهم الله بمطلوبهم. . . وأمثال هذه الوقائع تكثر في أخبار الشعر العربي، فلو أردنا أن نسرد بعضا منها لاحتجنا إلى صفحات عديدة وسئم القارئ. فعبيد بن الأبرص لم يمكنه النطق ببعض الأبيات حين وفد على النعمان المنذر يوم بؤسه وكان هذا آخر ما يطمع فيه في الحياة والمتنبي قربه إلى سيف الدولة بيت من الشعر بعد تجافيه. وعمرو بم كلثوم لم يهب تهديد الملك عمرو بن هند في وجهه وسليمان بن عبد الملك الأموي ضرب عنقه المنصور لأجل بيت قاله أعرابي في بني أمية يقدح فيهم ويذمهم ويذكر سيئاتهم بعد رضاه.

وبلغ من شدة تأثير الشعر في العرب أن بلغ بعمر بن الخطاب أن اشترى أعراض المسلمين من الحطيئة الشاعر الهاء المعروف بثلاثة آلاف درهم ليؤكد الحجة عليه وفي ذلك يقول الحطيئة:

وأخذت أطراف الكلام فلم تدع ... شتما يضر ولا مديحا ينفع

وحميتني عرض اللئيم فلم يخف ... ذمي وأصبح آمنا لا يفزع

ويدخل الشعر في جميع أطوار العرب وأحوالهم وعاداتهم في الحرب، في السلم، في السلب

والنهب حتى في المزاوجة فكانوا يستعينون بالشعراء لتزويج بناتهم كما فعل الأعشى الأكبر في نظمه الشعر للأوانس كي يتزوجن ومن أمثلة ذلك أنه وفد على الملحق فأكرمه واحسن وفادته ليقول شيئا في بناته

<<  <  ج: ص:  >  >>