للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

نديم الكأس طف بالروض تنظر ... غصون الورد مترعة الكؤوس

وفيه ثمالة لم يودعها ... من الأفراح كرم الخندريس

الضمير في (فيه) لا يعود إلى الكأس لأنها مؤنثة فأين هذه الثمالة التي يتكلم عنها بقية ما في الكأس؟ ولعله راجع إلى الورد ولكن غصون الورد مترعة الكؤوس كما في أول البيتين ولا يقال لما كان مترعا (فيه ثمالة) (!!!)

وقال ص ٩٢:

جنى الفردوس إلا أن فيه ذكاء ... النار والجمر القبيس

ولم يجئ القبيس إلا بمعنى الفحل السريع الالقاح فلا محل لإيراده في البيت وقد ظن أنه فعيل بمعنى مفعول من قبس فهو يريد الخمر المقبوس.

وقال:

وتتركنا كما نشأت وطابت ... كرام الطبع بالوادي الجديس

وقد شرح الجديس بالجدب ولم يجئ الجديس إلا اسما لقبيلة كانت في الدهر الأول وأما الذي جاء بمعنى المجدب فهو الجادس وقال:

لو أنا قادرون لما هفونا ... إلى غير المحاسن والروس

والطروس لم تجئ هنا إلا للقافية ثم تأتي أرجوزة (رحلة إلى الخزان) ص ٩٣ واكثر معانيها غامض وليس فيها ما يجذب نفس السامع نضربنا عنها صفحا.

وقال من قصدية (عيش العصفور) ص ٩٧:

مغردا قط ما تواني ... مرفرفا قط ما استقر

قدم (قط) على فعل الماضي في الشطرين وذلك ليس بالفصيح ولا أتى بمثله شاعر (فحل). وقال:

كخفة الطفل في صباه ... لكنها خفة العمر

أراد كخفة الصبي ولكنه قال (كخفة الطفل في صباه) كأنه يدفع ما عسى أن يتوهم القارئ أن الخفة خفة الطفل في رضاعه أو في شبابه أو كهولته ثم قال: (لكنها خفة العمر) والضمير في (لكنها) راجع إلى خفة ولا أعرف أهي خفة العصفور أم خفة الطفل. فإن كانت خفة العصفور فليست هي خفة العمر بل خفة نوع الطائر. وإن كانت خفة الطفل فما هذا الاستدراك؟ احسب أن من القراء من يزعم أن خفة الطفل هي غير خفة الصبا. وقال:

<<  <  ج: ص:  >  >>