يقارب السحب ثم يهوى ... يبشر االروض بالمطر
ما أوصل العصفور بالسحاب وقد كان بين الأغصان يتنزى والمعروف أن القبرة هي التي تصعد إلى علو مغردة ثم تهبط وقال:
ويستحث الرياح ضربا ... بخافقيه فتبتدر
لله ما أهول المطايا ... واضعف الراكب الأشر
جعل الريح مطيه العصفور وتعجب من هول هذه المطية ومن ضعف راكبها - العصفور - وأي ضعف في طائر يستحث الرياح ضربا بخافقيه فتبتدر الرياح كما ادعى في أول البيتين؟ وقال:
(ولا خلا الروض من ثمر) والروض لا يثمر في كل المواسم. وقال:
من عاش يوما أو بعض يوم ... يعلم ما ضربة القدر
قد يعيش الطائر وغيره شهورا وسنين ولا يعلم ضربة القدر.
وقال من قصيدة (أحكام الموتى) ص ٩٩.
ستغرب شمس هذا العمر يوما ... ويغمض ناظري ليل الحمام
جعل الحياة شمسا للعمر وقال ستغرب ويجئ ليل الموت فيغمض ناظري وما أغنى الشاعر العصري عن كل هذه الاستعارات!!! وقال:
فهل يسري الى قبري خيال ... من الدنيا بأنباء الأنام
ويمسي طيف من أهوى سميري ... ويؤنس وحشتي ترجيع هام
واحلم بالزواهر دائرات ... وبالزهر المنور والغمام
والجواب على استفهاماته هذه كلها: (كلا) وقال:
ألا ليت النيام هناك تحظى ... بأحلام كأحلام النيام
إلى آخر ما تمنى وهي مثل تمنيات الأطفال. وقال من قصيدة (الموت في الكرى) ص ١٠٠:
أبصرت بالموت في الكرى ... عميان لا يخطئ العدد
أراد بالعميان الأعمى ولم يجئ وهو من لغة العوام. وقال:
كف من الثلج أن جرت ... في جاحم النار تبترد
أراد بتبترد (تبرد) وتبترد بمعنى تغتسل بالماء البارد وهذا غير مراده وهو