يفسد ما أراده. وقال
يا مطعم الدود بالصبا ... لا الدود تبقى ولا الجسد
والباء في (بالصبا) زائدة وقال:
تنسى الذي نام في الثرى ... ولست تنسى الذي ولد
لا تطرق الناس في الكرى ... سلطانك القبر فابتعد
والذي ينسى الذي نام في الثرى ليس سلطانه القبر. وقال من قصيدة (شهرزاد):
فله طلعة بها أجل الغيد ... رهين يستنجز الموعودا
فما اسخف البيت!!! وقال ص ١٠١:
ما جلوها إليه بالليل إلا ... أتلع الموت في الصبيحة جيدا
يريد ما زفوها في الليل إلا ماتت في الصبح ولكن انظر أي طريق وعر سلك في بيان أنها ماتت في الصباح، والصواب (جلوها عليه) يقال جلا العروس على بعلها: عرضها عليه مجلوة. وقال:
جذلا كان صغوه لا غراما ... وجد الآن قلبه المفقودا
وما أرك لفظ هذا البيت واسخف معناه!!!
وهناك أبيات على هذا النمط ما عليها صبغة شعرية. وبينما هو يقص علينا قصة شهرزاد والرجل الحقود على النساء القاتل لهن إذا به يقول في بيتين: (السحر آيتان فمن يملكها يملك الملوك عبيدا) ثم بين الآيتين بقوله:
يستبي القول ساحرات الغواني ... والغواني تسبي القؤول المجيدا
وهو يظن أنه ينثر الحكمة أو يجئ بفلسفة جليلة!!! ثم قال:
أيتا فتنة تصاد وتصطاد ... فآنا صيدا وآنا صيودا
وليست الآيتان تصاد وتصطاد بل الذي يصاد ويصطاد هو الرجل الحقود والغانية وأما الآيتان فهما القول الخادع وجمال الصورة وقال ص ١٠٣ من قصيدة:
نحن في هذه الحياة حيارى ... حار والله كل قلب وحيد
ولا أريد أن اصدر حكمي على هذا البيت، إنما اعرضه على القارئ ليصدر حكم نفسه عليه. وقال من أرجوزة (حديقة البرتقال) (نزة عن تصوح