للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وعري) ولا أدري أيقسم التصوح إلى سهلي ووعري.

وقال من قصيدة (قدوم الشتاء) ص ١٠٦:

تسير الكواكب سير الحذر ... ويرجف في الجو نور القمر

وما في مشهد الكواكب في الشتاء ما يدل على أنها تسير سير الحذر ولا في منظر القمر ما يفهم منه أن نوره يرجف أما القمر فلا يرجف نوره في الصيف والشتاء وأما الثوابت فإن ما يشاهد من اهتزاز أنوارها لا يختص بموسم دون آخر واظهر فرق بين الثوابت والسيارات أن الأولى يهتز نورها والثانية لا يظهر في نورها هذا الاهتزاز. وأما السبب في الاهتزاز الظاهر للثوابت وعدمه للسيارات فليس هنا محل بيانه. وقال:

وللشمس مشية مستكره ... يساق إلى منظر لا يسر

والأستاذ ظن كلمة (مستكره) وقد شكلها بفتح الراء - بمعنى مكره واستكره الشيء بمعنى عده أو وجده كريها وهذا لا يناسب المقام. وقال:

ينادي بأن الربيع اندثر ... ولكن لا يقال أن الشتاء غدا بالأثر

يقال إذا قدم الشتاء إن الربيع أندثر ولكن لا يقال أن الشتاء غدا بالأثر فإن (غدا) بمعنى ذهب غدوة وكيف يصح القول أن الشتاء ذهب وهو قادم؟

وقال:

فيا منظرا مونقا للرياض ... تأنق فيه الربيع العطر

لقد أنكرتك عيون الشتاء ... ويا حسن ما أنكرت من صور

كما أنكر الشيخ من مجلس ... تداعى الشباب به للسمر

بعدما بين أن الزهر عند قدوم الشتاء طائح يتقلب في الأرض كالمحتضر وأن الطيور أخذت تهجر الرياض شرع يمدح منظر الرياض المونق في الربيع ويذكر أن عيون الشتاء تنكر هذا الحسن كما ينكر الشيخ مجلس الشباب وهل يجتمع الشتاء والربيع لينكر حسنه كما ينكر الشيخ مجلس الشباب؟!!

وقال من قصيدة (الوداع) ص ١٠٨ وقد عربها عن بيرنز بعد أن ذكر القبلة والفراق والعناق وانه سوف يبكيها ويدعوها في الليل بالأنين:

كيف يشكو من عثرة الجد ظلما ... من محياك نجمه الالاق

كأنه يقول أن شكايتي ليست في محلها فإن محياك نجمي المؤتلق الذي

<<  <  ج: ص:  >  >>