للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

والحطيئة وعمر بن أبي ربيعة والفرزدق وجرير والاخطل وبشار وأبي نؤاس وأبي تمام والبحتري وابن الرومي وأبي العلاء والمتنبي وغيرهم؟

وقال يوجه قوله: (فقلت حياء ما أرى أم تغاضيا) بنصب حياء وتغاضيا ويرد على قولنا فينقده: (إن مقول القول لا يكون إلا جملة) بقوله: (حياء منصوبة هنا لأنها مفعول له والمعنى - كما يفهم كل قارئ - هو: هل للحياء تفعل ما أرى أو للتغاضي) وليس في البيت (تفعل) إنما هناك (ما أرى)

والمفعول له: أسم يذكر لبيان سبب الفعل نحو: (ولا تقتلوا أولادكم خشية إملاق) وشرطه: أن يكون مفيدا للتعليل متحدا بالمعلل به في الوقت، وفي الفاعل فإذا لم يتحد في الفاعل، وجب جره بحرف الجر كقول أبي صخر الهذلي: (وأني لتعروني لذكراك هزة) وقوله في الآية: (أقم الصلاة لدلوك الشمس) والفاعل في قوله (ما أرى) هو ضمير المتكلم وفي الحياء والتغاضي هو حبيبه الذي كان لا يثني عن البدر طرفه، فكيف نصبهما؟ ثم أين الجملة التي تصلح أن تكون مقول القول؟

ولو سكت الأستاذ عن نقدنا هذا. كما سكت عن غيره، لما فضح نفسه، فهل أنا الجاهل؟ وقال يوجه قوله: (فأمسى آخر الليل شاديا) بقوله: (ولكن العرب الذين لا يفهم لغتهم صاحب (لغة العرب) يقولون: لا أكلمك آخر الزمان! ويعنون: إلى آخر الزمان). وأقول على رسلك، أيها الأستاذ! فإن (آخر) قد أتت بعد (أمسى) لا بعد (شاديا) ونحن نريد من الشاعر العصري أن يتجنب التعقيد والغموض فلا يأتي إلا بالفصيح وهذا هو الفرق بين الشاعر الفحل وغيره، كما بينا في ردنا الأول.

ولو كان الأستاذ واثقا من توجيهه لما تشبث بتوجيه ثان وهو قوله: (وهبنا قلنا أمسى فلان مغنيا فنحن على هذا نريد إنه قضى المساء كله في الغناء، فأي خطأ في ذلك)؟ والجواب أن قولك: (أمسى آخر الليل شاديا) غير قولك قضى المساء كله في الغناء! اللهم إلا إذا صح قولهم (المعنى في بطن الشاعر).

وقال يوجه قوله: (وأشكوه ما يجني فينفر غاضبا) بقوله: و (ما)

<<  <  ج: ص:  >  >>