للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

هنا ليست مفعولا ثانيا، وإنما هي بدل اشتمال في محل نصب على البدلية عن مفعول أشكو؛ ومع هذا لو أننا عدينا: (أشكو إلى مفعولين لما كان ذلك خطأ كما سيرد بيانه). وإذا كان (ما يجني) بدلا من الهاء في (أشكوه) فإلى من يشكو الأستاذ ما يجني حبيبه؟ إلى القاضي؟ والظاهر أن في قلب الأستاذ ريبا في توجيهه هذا، ولذلك راغ عنه إلى توجيه آخر فقال (ومع هذا لو عدينا أشكو إلى مفعولين لما كان ذلك خطأ كما سيرد بيانه) فلنتربص إلى أن يأتينا ببيانه.

وقال يوجه قوله: (أشكوه ما يجني) مكان أشكو إليه ما يجني وقوله (وأسلمت كفي كفه) مكان أسلمت إلى كفه كفي وقوله: (نؤجله الحساب إلى غد) مكان نؤجل الحساب إلى غد بقوله: أتراه قرأ باب الحذف والإيصال في تعدية (الأفعال) إلى آخر ما هنالك وخلاصة ما

قاله هي: أن أبن الناظم شارح الألفية قال: يحذف حرف الجر وينصب مجروره توسعا في الفعل وأجراء له مجرى المتعدي؛ فلا خطأ في قولنا أشكوه ما يجني، ولا في قولنا وأسلمت كفي كفه، ولا في قولنا نؤجله الحساب؛ وإنما الخطأ والجهل في تخطئة هذا الصواب المجمع عليه وهو قاعدة من القواعد المحفوظة المدونة في أمهات الكتب النحوية.

على رسلك أيضاً أيها الأستاذ! إنك أخطأت فهم قول أبن الناظم وأخذت شيئا وتركت شيئا فإن عبارة أبن الناظم هي ما يأتي: وقد يحذف حرف الجر وينصب مجروره توسعا في الفعل وإجراء له مجرى المتعدي وهذا الحذف نوعان مقصور على السماع ومطرد في القياس. والمقصور على السماع منه وارد في السعة ومنه مخصوص بالضرورة. فالأول نحو شكرت له وشكرته ونصحت له ونصحته. . . وإما الحذف المطرد ففي التعدية إلى (أن) (وأن) بشرط أمن اللبس.) فترى أن ما ورد من حذف حرف الجر ونصب المجرور سماعي لا يقاس عليه إلا في أن (المخففة) وأن (المشددة) وهذا صاحب التوضيح وصاحب التصريح يقولان في باب التعدي واللزوم: قد يحذف حرف الجر وينصب الاسم وراءه وهذا سماعي في الشعر فليس لك أن تقيس عليه مستثنين

<<  <  ج: ص:  >  >>