للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

من ذلك حذف الجار على أن (بالسكون) وأن (بالتشديد) ومصرحين بأن حذفه منهما قياسي.

وهذا شرح الاشموني ينقل لنا بيتي الناظم ابن مالك وهما:

(وعد لازما بحرف جر ... وإن حذف فالنصب للمنجر

نقلا وفي إن وأن يطرد ... مع أمن لبس كعجبت أن يدوا)

وزاد الشارح بعد قول الناظم (نقلا) لا قياسا مطردا وبعد (يطرد) قياسا.

وهذا تهذيب التوضيح يقول في قسم التصريف ص ٣٥ (أو سقط معه الجار توسعا كقول جرير: (تمرون الديار ولم تعوجوا) أي تمرون بالديار ولا يطرد حذفه إلا مع أن وان).

ولو كان الأمر قياسا، لجاز للأستاذ أن يقول: فزعته مكان فزعت اليه، وقنعته مكان قنعت به، وسمحته مكان سمحت له، وسعيته مكان سعيت اليه، وهلعته مكان هلعت منه، وطرت زيدا مكان طرت اليه، وصغوته مكان صغوت اليه، وجلسته مكان جلست اليه، وخرجت بغداد مكان خرجت منها، وعطشت الماء مكان عطشت إليه إلى غير ذلك وإذا جاز له كل هذا فعلى العربية السلام! فهل عرفت يا أستاذ الحق؟ وهل أنا الجاهل؟

وقال يوجه قوله:

أنت عين من زجاج موقها ... يجذب الأنوار من كل مكان

بقوله: (ولكن العرب يطلقون الجفن ويريدون العين، ويذكرون الجزء ويريدون الكل)

نعم قد يفعلون ذلك مجازا إذا كانت هناك قرينة ولكنهم لا يفسرون الموق بالحدق كما فعل الأستاذ في شرحه الموق.

وقال: (ما للاماني يستضحكن لي غررا) بقوله أن في اللغة شيئا يسمى المفعول لأجله. فاعلم يا هذا أن (غررا) هنا مفعول لأجله) والظاهر أن الأستاذ يريد (غررا) بفتح الغين ليكون مصدرا بمعنى التعريض للهلكة وهو في الحقيقة أسم مصدر والمفعول له لا يكون (إلا مصدرا).

<<  <  ج: ص:  >  >>