للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هذا المخطوط للأب الفاضل نرسيس صائغيان الذي وصفه في هذه المجلة (٣ (١٩١٣ - ١٩١٤): ٣٦٤ ح) وبين لنا أحد مضامينه الحاكي عن أمور طائفية. أما الكتاب فنحو ثلثيه لا مساس له بطائفة المؤلف الرومية الملكية بل هو تاريخ لحلب يروي لنا وقائعها مع أسماء ولاتها وسلوكهم وما أصابها من اضطرابات وقلاقل وأوبئة وغلاء ورخص وشدة وفرح وغير ذلك. وكان الأب نرسيس قد ظن أن الكتاب حينما وصفه لأحد بيت عجوري (عجور) الحلبيين ثم اتفق كلانا لأسباب أكيدة يطول شرحها إنه ليوسف عبود المتوفى في حلب في ٢٣ شباط (حسابا شرقيا) سنة ١٨٠٦ م وانه بخطه بلا ريب. والمخطوط اليوم عندي بعد أن أهداه إليّ الأب صائغيان فشكرا له على هدايته الثمينة.

وألان أنقل إلى القراء مكتوب السيد عبد الجليل بعلاته. ومكاتيبه إلى نعمة الله عبود جميعها على هذا النسق من الأغلاط. وهو مؤرخ في ١٩ ذي الحجة سنة ١٢٢٦ (١٨١١م) وقد بعث به من البحرين إلى حلب.

(. . . كتابك وصل، وبه الأنس حصل، لما افهم عن وصولك للأهل والوطن فلله النعمة والفضل وله الثناء الحسن. وجميع ما ذكرت صار في البال ولاسيما من قبل ما عتبت به من عدم المراسلة للعام الماضي فلك العتبى ولكن قد قيل: (فرب لها عذر وأنت تلوم) وذلك أن طرفنا العام قد وقع فيه اضطراب عظيم. واقل ما وقع أن أهل الزيارة جلو منها وتحولوا إلى البحرين وحاربوا بن سعود. وهذا ما وقع إلا لأمور شاقة متعبة. وقد جلو منها في النصف من ربيع الثاني سنة ١٢٢٥هـ (١٧١٠م) وبقي حربهم مستمر إلى ربيع أول سنة ١٢٢٦ وهذه المدة التي فيها الحرب لا يزال لبني عتبة في البحر ستين، سبعين سفينة تدور في البحر وجميع الناس ما لهم شغل ولا عمل إلا أخذ السلاح والأهبة للقتال وقد

عدموا الراحة والبيع والشراء والغوص وتعطلت جميع الأسباب بالكلية حتى أنهكتهم الحرب ولما أراد الله الفرج تصادم خشب بني عتبة

<<  <  ج: ص:  >  >>