للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وخشب اتباع الوهابي واقتتلوا مع أول إشراق الشمس إلى بعد الزوال حتى فنا غالب الفريقين واحترقت ثمانية مراكب: خمسة لبني عتبة وثلاثة لضدهم. وباقي خشب اتباع بن سعود استولوا عليه بني عتبة ونصرهم الله عليهم. وقد فني منهم قدر عظيم ما بين قتل وحرق وغرق في البحرين وقتل من بني عتبة قدر سبعمائة رجل وصارت الدائرة على اتباع بن سعود.

وأما الفقير ففي أول ضعون بني عتبة من الزبارة كنت بأيدي اتباع بن سعود وحيل بيني وبين أهلي ومالي وبرحت عندهم من صفر سنة ١٢٢٥ إلى صفر سنة ١٢٢٦، حول كامل. وبقيت أجوب البلاد فتارة في (قطر) وآونة في الحسا، ومقدار ثلاثة أشهر في الدرعية عند سعود إلا أني محشوم موقر عندهم ولي وجاهة عندهم والحمد لله. وصارت حرفتي في استخلاص شيوخ بني عتبة، آل خليفة، من حبس سعود لأنهم محبوسين عنده من ذي الحجة سنة ١٢٢٤ (١٨٠٩م) إلى رمضان سنة ١٢٢٥ (١٨١٠م). وحبس الجماعة هو سبب تحويل بني عتبة عن طاعة سعود وصرنا أنا ومعي اثنين من كبار الجماعة أهل الزبارة عند سعود يعرف منا الصدق معهم ونحن على ذلك. واجتهدنا في خلاص آل خليفة من يد سعود بالعهود والأيمان على انهم إذا وصلوا إلى رعيتهم مكرمين يرجعونهم إلى الزبارة ويعملون بطاعة سعود فصدقنا، ونحن ما لنا باطن غير ظاهرنا معه. وقد أخذنا المواثيق على آل خليفة بذلك فارخصنا (سعود) وهم معنا.

فلما وصلنا إلى البحرين نبذوا طاعته ونقضوا عهده بحربه وحضروا الوقعة المذكورة ونحن ما أمكننا إلا التسليم لأن المال والعيال عندهم في البحرين ولا بيدنا حيلة. والذي ألجأهم إلى نقض العهد هو ما أذاقهم سعود من الذل والهوان واخذ كرايم الأموال من الخيل والركاب والسلاح مقدار ٣٠. ٠٠٠ ريال فرنسة وأردف ذلك بحبسهم وصدور هذا الأمر منه معهم بعد العهد فكأنه

<<  <  ج: ص:  >  >>