تبين منه أولاً عدم الوفاء بعهده معهم. هكذا فهموه وربما له عذر يطول شرحه وكل متأول أمر. ويستبين الأمر للجميع إذا وقفوا بين يدي الحكم العدل سبحانه وتعالى.
والآن نحن في البحرين مستقرين على أحسن حال. وفي مبدأ هذا الأمر لما كنا في أرض
بن سعود وكنت في أسوأ حال من مفارقة الخل والصاحب والوطن كارها معاشرة غير المشاكل والمجانس وفي أرض لا نعرفها وناس ما ألفناهم ومع ذلك ونحن مباشرين القتال مع اتباع سعود فالمفازيع والقتال بكرة وعشية والمراد أننا أقمنا حولا كاملا على حال صعب، متعب، مهلك، مفاليس من المال والأهل والعيال إلى أن إذن الله بالفرج ورجعنا كما شرحناه لكم والحمد لله على كل حال.
وقد صنفت فيما وقع علينا وما قاسيناه من الشدايد رسالة عربية تشابه مقامة من مقامات الحريري كالرحلة وأرسلتها لبعض الأصحاب في البصرة فاعرف لشدة ما وقع علينا حتى أحوجنا الحال إلى تصنيف رسالة فيه والله المستعان.
ثم إن جماعتنا بني عتبة بعد ما منّ الله عليهم بالنصر والظفر على عدوهم وأهلكه وقطع دابره بني سعود من جميع ساحل البحر استراحوا واستقروا وكل أخذ في البيع والشراء والغوص وامتدت سبلهم وقد بلغ عندنا اللؤلؤ هذه السنة أقيام، مذ خلقه الله ما بلغ قيمة هذه السنة مع نزوله في البلدان وسبحان عامر الكون. وقد تعوضنا الذي قسمه الله وبعنا غالبه أبكارا لحصول المصلحة ولغلائه فما جرعنا (جرأنا) نقطعه إلا القليل. وقد صار عندنا بعض المخرق بقدر ربع المادة لأن الأكثر بعناه أبكارا. وقد طلع عندنا قبل الناس ربطة مقدار مثقال ٦٠٠ شيرين وأرسلناها ليوسف الزهير يبيعها