وكتبنا لأخيك ميخائيل - على العادة كما كنا نكتب لك عند إرسال المال - إجراء لحقوق الصداقة لأجل تنبيهه. فإن كانت له رغبة فالأمر يصير واضحا لديه. وهذا في شوال وحال التاريخ طلع عندنا قدر مثقال ١٦٠ يكة اليكة عال العال وأرسلناها ليوسف أيضاً وعرفنا أخيك بها. وعندنا بعض (الكنبايتي) مهما زهب (أي تهيأ وحضر) نعرفه بإرساله إن شاء الله وهذا كله لأجل بقاء الملازمة للصداقة والقيام بمقتضياتها. . . واسأل لنا خاطر خالكم العزيز صديقنا الخواجه نصر الله. . .) هذا ما أردت نقله حفظا للتاريخ.
الطرابلسي وعبود وبعض الأدباء
من المعلوم أن الشيء بالشيء يذكر وهذا ما دعاني إلى الدخول في موضوع آخر. رأى القراء الكرام أني أضفت نسبة الطرابلسي إلى ذلك الشاعر نصر الله بن فتح الله النصراني الحلبي. وأظن أن الفرصة تبيح لي الكلام عنه زيادة في تعريفه لمن تهمه ترجمته وفي ذلك
ترد أسماء أدباء وتجار كانوا في البصرة.
إن إضافتي هذه النسبة ليست لمجرد أن نصر الله المذكور كان من شعراء ذلك العصر وإن اسمه واسم أبيه متفقان مع أسم الشاعر الشهير بالطرابلسي بل لوقوفي على أن نعمة الله عبود كان صديقا قديما للطرابلسي الذي كان قد عرفنا به المشرق. فقد جاء في صورة لمكتوب - والصورة عندي - لنعمة الله كتبه إلى الطرابلسي يمدح فيه الشيخ خالدا ابن الشيخ أحمد بن رزق الساكن في البصرة ويثني عليه ثناء عاطرا زكيا ومما يقوله عنه إنه من التجار وله شغف عظيم بالأدب والعلوم حتى أن ذلك يلهيه عن أشغاله التجارية وانه (اطلع على مجموعتي من شعر جنابكم (يعني شعر الطرابلسي) فصارت كأنها نديمه الخاص