وانه شرع في بناء دار جديدة له يتم بناؤها في سنة ١٢٣٢هـ (١٨١٦م) ولوح له (لنعمة الله) من بعيد في طيات الكلام برغبته في قصيدة من شعركم يزين بها الدار مع أن كلا من الشيخ عثمان بن سند والشيخ عبد الله بن جامع والشيخ أحمد الكردي قد نظم قصيدة بتاريخها إلا إنه لا يظن أن ينقش الشيخ خالد شيئا من ذلك في الدار أملا بالحصول على قصيدة من نظمكم. ويرجو نعمة الله في كتابه من الطرابلسي أن يحقق رغبته وبهذا يكون قد دفع أيضاً قول من نكر عليه أن نظم المجموعة لأحد المسيحيين فلبى الطرابلسي سؤال صديقه بمكتوب مؤرخ ٢٥ ج سنة ١٢٣٢ وقد استهله بهذا العتاب لأمر نجهله كان قد وقع بينهما:
(. . . ثانيا لنبدي لجنابكم أني منذ فارقتكم ووقوع المجروية المعهودة منكم فلابد أن صافي سماء المودة تكدر بغيوم الانفعال وأوشك أن يشوب عقد الصحبة الانحلال وزاد على ذلك مع مرور كذا أشهر بل أعوام. لم يظهر من جنابكم ولا أدنى إشارة حتى سلام. فهنالك زدنا تحقيقا بمودتكم الوردية وكدنا نقاوم طبعنا وننزع عنا محبتنا الآسية. وشهدت لنفسي بالألمعية إذ:
الألمعي الذي يظن بك ال ... ظن كأن قد رأى وقد سمعا
كون سابقا مر لنا مع الجناب واقعة مزاح نظمنا لها أبيات جاء شطر منها:
فينفر عني مغضبا وله الذنب
ربما في حفظكم. وقد غيرت الشطر الأول فقلت:
يحب ولكن لا يدوم له حب ... وينفر عني مغضبا وله الذنب
ولولا الذمام لصارت قصيدة طويلة ولكن ما الحيلة، وما زالت تتفاقم هذه الظنون. . . حتى تلبد ذاك الغيم المتكاثف. . . حتى ورد كتابكم الكريم المستحق التعظيم. . . فحالا أصبح ما عندنا كأنه هشيم. . . ورأينا من السماحة السماح. . .
ثم أردف الطرابلسي قائلا: (ثم إننا لكي نحقق لجنابك عدم تغيرنا على أي حال كان. . . فقد قبلنا بكل رغبة رجاءكم في نظم أبيات تهنئة وكتابة في الدار الجديدة التي أحدثها الشيخ خالد. . . فبادرنا بتحرير رسالة وهي خاصة له