للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

لمن يريد سماعها فظهر فيها الأب مظهر من أتبع المسيح وعمل بأقواله.

ذكرت هذا دحضا لقول المتقولين على حضرة الأب أنه يفسد على أبناء المسلمين دينهم وينصرهم. سبحانك اللهم أن هذا لهو البهتان المبين.

حسدوا الفتى إذْ لم ينالوا فضله ... فالقوم أعداء له وخصوم

قد قرأت في بعض الجرائد الأميركية أن جماعة احتفلوا بأحد نوابغ أميركة وقد دعوا إلى تكريمه عددا غير قليل من مشاهير الأميركيين وكان بين المدعوين أحد الأغنياء فأحب أن يسلك طريقة جديدة في التكريم فكتب صكا بمائة ألف دولار ووضعه في جيبه ولما جاء دوره للخطابة رقي إلى المنبر وأخرج الصك من جيبه وقال للحاضرين هذه خطبتي ثم سلمه إلى المحتفل به فكان لصدى هذا الخبر دوي بلغ مسامع أوربة فذكرته جرائدها بإعجاب عظيم.

فهل للمحتفلين بالأب أنستاس أو للعراقيين عامة - أن يعملوا لحضرته شيئا من هذا القبيل أي طبع ما جمعه حضرته من المصطلحات العلمية، وما علق على كتب اللغويين من تصحيح واستدراك، ثم إهداء نفعه بعد استخراج نفقاته إلى حضرته ليعم نفعه فيكون العراقيون قد خلدوا لهم بهذا العمل المبرور ذكرا جميلا، ونفعوا البلاد العربية نفعا جما وما خسروا شيئا؟ فأنا أول المستعدين للاشتراك في الإنفاق على هذا المر الجليل.

وأختم كلامي هاتفاً عن بعد: ليحي الأب أنستاس وليشكر القائمون بتكريمه!

لندن ٣٠ آب ١٩٣٨: كاظم الدجيلي

الكرملي

الكرمل أحق بلاد الله بتكريم العلامة الأب أنستاس ماري الكرملي الذي تشرف بالانتساب إلى هذا الجبل الذي استعير في العهد القديم لعظائم الأمور في حين إنه كان لها من الجلال والجمال بحيث صاروا يعبرون عن وقوع بلية بذبول أشجاره الغضة وأزهاره اليانعة.

و (عبد الله المخلص) أولى الناس بتعظيم (عبد يسوع المخلص) الذي أجتمع به لأول مرة في رأس هذا الجبل المشرف على بحر الروم كان فيه منارة علم يستضاء

<<  <  ج: ص:  >  >>