لقد قرت عين الأدب بهذا الاحتفال البهيج الذي يقيمه العراق شعبا وحكومة لتكريم علامة العصر الأب الكرملي ولا نغتبط بهذه الحفلة من ناحية واحدة هي الاعتراف بفضل ذوي الفضل فحسب بل نغتبط بها من ناحية أخرى هي أن العلم فوق كل الاعتبارات والمظاهر الأخرى وأن هذا الروح الذي يدفعنا إلى التآزر والتعاون في نصرة النهضة الأدبية وتكريم رجالها العاملين خير كفيل بإيصال نهضتنا إلى المستوى الرفيع الخليق ببلاد كبلادنا كانت مهبط العلم وكعبة الأدب ومستقر الحضارة والعمران.
كلمة صاحب المعالي توفيق بك السويدي وزير معارف
العراق
فخامة الرئيس، سادتي الأفاضل:
أقف بينكم وقفتي هذه والسرور ملء جوانحي لما أراه فيكم من غيره محمودة للاحتفال بيوبيل العلامة الأب أنستاس ماري الكرملي وتكريمه.
إني أود قبل كل شيء أن اثني الثناء العاطر على ما قامت به لجنة الاحتفال المحترمة من صنع جميل أتاح لنا الفرصة الثمينة لنعرب هنا عما نشعر به من التقدير العظيم لما قام به المحتفل به من الخدمة الصادقة للغة العربية وما أعلى به رؤوس العراقيين من صيت ذائع بين أبناء الضاد في الخارج والأجانب المستشرقين.
تعلمون سادتي أن تنشيط العلماء والأخذ بناصرهم هو من أهم الأسباب المؤدية إلى الرقي والعمران في عصرنا هذا. وبتكريمنا الكرملي اليوم نكرم العلم والعبقرية في هذه البلاد التي تحتاج إلى ذلك بقدر ما يحتاج الجسم إلى الغذاء.
يسرني جداً بأن أنتهز هذه الفرصة لأبين إعجابي بالجهود العلمية التي بذلها المحتفل به منذ حداثته حتى الآن في سبيل إعلاء شأن اللغة العربية إذ أصبح منارا يستنير به طلابها وعشاقها حينما كانت مهجورة حتى من أبنائها في هذه البلاد