٢ - إنشاؤه (لغة العرب) ومثابرته على إذاعتها سادا بها فراغا لغويا كبيرا، مما يشرف أدباء العرب عامة وأدباء العراق خاصة، والحاجة الحاضرة إلى التعاون على إظهار مخطوطاته النفيسة الكثيرة المودعة في خزانة كتبه.
٣ - تفانيه العلمي الذي لا يعرف حياء ولا مواربة في الحق حتى مع أقرب الأصدقاء إليه. مما أدى إلى خلق خصوم كثيرين له بين صغار الأحلام وعباد التصفيق لهم والطنطنة بأسمائهم كما اكسبه احترام العلماء الأجلاء الذين يقدرون هذا الروح النزيه النادر.
٤ - تواليفه الجليلة القيمة، وبينها معجمه الكبير، وتصحيحاته اللغوية وابتداعه الموفق لكلمات كثيرة مستحدثة ذائعة تعد بالمئات، ومباحثه المدهشة في أصول الكلمات العربية -
تلك المباحث التي لا نعرف أحدا جاراه فيها لا قديما ولا حديثا، ولا عجب في ذلك وأمامنا اللغوي يتقن أشهر اللغات الحية، فضلاً عن معرفته بالأرمية والعبرية والحبشية والفارسية والتركية والصابئية، وهذه مقدرة فائقة تدل على حافظة نادرة وعلى عبقرية فذة مجبولة على حب الإتقان والولوع بالكمال،
٥ - خدمته التعليمية الطويلة باللسان والقلم في حاضرة العراق، وبالمراسلة إلى أقطار العالم العربي طول عمره الثمين.
٦ - الشعور بضرورة مقابلة تقدير مجامع العلم الأوربية إياه بتقدير خليق بمنزلته من أبناء العربية قولا وعملا.
ويحول فراغ (النشء الجديد) دون الاسترسال في التنويه بمنزلة هذا المصلح الكبير الذي يعد بحق إمام أئمة العربية في هذا العصر. فحسبنا هذا التذكير الوجيز لكل من يحترم اللغة القومية والعلم الصراح والفضل الممتاز فيكرم - باشتراكه في تحقيق هذا الواجب - لغته ووطنه ونفسه، وينصف جهد هذا الإمام العلامة الجليل الذي يمثل أرقى ما بلغته ثقافتنا اللغوية!. . .