للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

حول يوبيل الكرملي

حقا ما يقول الأستاذ (الزهاوي) أن الغرب قد سبق الشرق وأن الشرق قد أنتبه وسار يحاول اللحاق بالغرب - وهي نبوءة لا بأس بها تقوي الأمل بهذه الحياة وتدعو إلى التفاؤل بالمستقبل وما يضمه بين دفتيه من آمال رهن التحقيق لو صحت هذه الأحلام! وتقدير الرجال العظماء هو نهج الحق الواضح وهو رمز الانبعاث الذي جاء يبشر به الأستاذ؛ ولكن حق لنا أن نتساءل متى كان الكرملي من هؤلاء الرجال الذين يستحقون الإجلال والإكبار؟؟؟؟

عرفت الكرملي عالماً باللغة العربية ضليعا بأصولها مطلعا على غريبها ولكن في مكتبته فقط (كالإبل تحمل أسفارا) وبين كتبها المكدسة؛ أما في خارج جدرانها الأربع (كذا) فلا يعلم من شؤونها إلا ما أعلمه أنا من اللغة الهيروغليفية حرام علينا أن نستهتر بالأدب إلى هذا الحد المشين (كذا) فلقد ابتذلت الألقاب حتى جعلناها على من لا ناقة لهم في الأدب ولا

لهم جمل فيه! وما كفانا ما حبوناه للنظام من ألقاب الإعظام حيث أصبح خير ما يقدم به الشاعر الحق في الحفلات والصحف اسمه فقط لأن (الشاعر العبقري) و (الأستاذ الكبير) و (فيلسوف الشعراء) و (شاعر الفلاسفة) أصبحت تخلع على من أصبحوا كلا على الأدب وذويه!!

ما كفانا هذا الإسفاف حتى جئنا إلى أجل مقدسات الشعوب الناهضة ذلك هو حفلات للتكريم (اليوبيل) نقيمها لأناس لم يتذوقوا الأدب فضلا عن أن يخدموه ويحسنوا إليه.!. .

مناورات تقيمها فئة راغبة في الشهرة الكاذبة على حساب الأدب المحتضر الذي أصبح يتبرأ منهم إلى الله لما ألحقوا به من الإهانة،!

هذه كتبهم قلب صفحاتها المتناثرة ما تجد فيها إلا ما تأباه النفس ويعافه الذوق السليم!!

متى كان الكرملي أديبا ومتى كان عالما؟ أفي كتابه (تاريخ العلاق) وهو كتاب ملؤه اللحن والركة والخطأ التاريخي الفاضح؛ ناهيك عما فيه من سموم استعمارية ملاها كتابه الذي لم يصدر إلا لظروف خاصة وخدمة لجهة معينة؟؟

<<  <  ج: ص:  >  >>