للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وكان التصفيق عجاجا. وفي الختام خطب الأستاذ الكرملي خطبة وجيزة بليغة دلت على سلامة ذوقه ومراعاته الجميلة لمقتضى الحال فقوبلت بإعجاب وافر.

و (وادي النيل) يكرر تهنئته لفضيلة المحتفل به وللعراق الشقيق شعبا وحكومة بهذا العيد - عيد اللغة والأدب - ويحمد للحكومة العراقية اشتراكها النبيل في هذا الحفل الجليل. ويرجو أن يتبع في التقدير العملي الصحيح بإخراج بقية آثار هذا العالم الكبير إلى عالم المطبوعات لأن مثل الكرملي ملك للعالم العربي بأسره بل للعلم أين كان وقدر لا للعراق وحده.

حفلة تكريم الكرملي

عن مجلة (النديم) المصرية في عددها ال ٢٣ من السنة الأولى

العلامة الأب أنستاس الكرملي من زعماء الأدب العربي في هذا العصر وهو مشهور بأبحاثه اللغوية التي انتشرت في معظم مجلات الشرق والغرب منذ خمسين عاما ولا يزال دؤوبا على أبحاثه ويصدر مجلته لغة العرب الذائعة الصيت من دون كلل ولا ملل ومن غرائب الاتفاق أن العراق ولبنان تبادلا قطبين من أقطاب اللغة في منتصف القرن الماضي فأن الأب لويس شيخو العلامة المشهور هو من سلالة عراقية أما الأب أنستاس الكرملي فهو من سلالة لبنانية وقد شاءت الظروف والمقادير أن يرأس الكرملي نهضة العراق اللغوية، ويقوم شيخو بنصيبه من الخدمة العلمية والأدبية في لبنان! ولكن شتان بين الرجلين فالأول لغوي يغار على لغة القرآن غير صحيحة ولا شائبة فيها ولا مغمزا منقباً على الأسانيد التاريخية ذائدا عن حياضها ومنابعها الصافية؛ أما الأب شيخو فكان يتخذ العلم والأدب وسيلة لبث دعايته الدينية. ولا أدل على الفرق البارز بين الرجلين من أن الأب أنستاس فند أشد تفنيد كتاب شعراء النصرانية وكتب مقالات شائقة أظهر فيها خطأ الأب لويس شيخو ونقد افتئاته على الحقيقة والتاريخ وكان في جملة ما قاله أن العجز عن تنصير الأحياء حدا بالأب شيخو إلى تنصير الأموات وحقا أن رجلاً كهذا حريصاً على اللغة والأدب وحقائق التاريخ لا يمكن أن تجهل بلاده مكانته أو يتناسى قومه خدمه فقد تألفت لجنة من خيرة أدباء العراق برئاسة الأستاذ الكبير جميل صدقي أفندي الزهاوي لإقامة حفلة أنيقة لمناسبة يوبيله الذهبي تعرب فيه العصبة الأدبية في

<<  <  ج: ص:  >  >>