للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

العراق عن تقديرها لجهوده العلمية وإعجابها بما قدمه إلى لغة الضاد من جليل المآثر ومما جعل لهذه الحفلة أهمية كبرى هو أن فخامة السعدون بك رئيس الوزراء رضي أن تقام في قصره الفخم كما أن معالي توفيق بك السويدي رضي أن يشملها بأشرافه بصفته وزيرا للمعارف ولقد كانت الحفلة على جانب كبير من الأبهة والعظمة إذ أشترك معظم الوزراء وأكابر رجال الدولة وأقطاب الإنكليز وجمهرة صالحة من أدباء العراق الكبار وخطب فيها كل من الفاضل أحمد حامد الصراف مدير المطبوعات بصفته سكرتيرا للجنة الاحتفال وألقى رفائيل أفندي بطي خطبة ممتعة عن حياة المحتفل به وأعماله في خدمة اللغة وألقى الأستاذ الزهاوي قصيدة عصماء من قصائده المحجلة وارتجل الأستاذ السويدي بك وزير المعارف خطبة شكر لما شهده من عطف بني وطنه عليه ثم الأستاذ إبراهيم حلمي العمر خطبة ارتجالية قيمة،

وهكذا أثبت العراق أنه يقدر العلم حق قدره ويكرمه في أشخاص أقطابه ورجاله وبرهن أن العلم لا يعرف دينا ولا مذهبا وأن جميع أبناء العراق على اختلاف نحلهم سواسية في تشييد صرح هذه النهضة الأدبية في ديار الرشيد.

(مكاتب النديم الخاص في بغداد)

يوبيل الأستاذ الكرملي في بغداد

عن (مجلة السيدات والرجال) نقلا عن الجزء السابع من سنتها التاسعة

احتفل في هذا الشهر أدباء بغداد وأعيانها وأهل الفضل فيها برئاسة شاعرهم الحكيم الكبير جميل أفندي صدقي الزهاوي احتفالاً شائقا بيوبيل العلامة اللغوي الأب أنستاس ماري الراهب الكرملي منشئ مجلة لغة العرب ومؤلف المعجم اللغوي المقارن بين الألفاظ العربية والرومانية واليونانية والمعلل أصولها. ولحضرة الأب الجليل ضلاعة في اللغة نادرة المثال فضلا عن براعته في اللغتين اليونانية واللاتينية وأهم اللغات الأوربية الحديثة فضلا عن اللغات الشرقية القديمة. وقد خدم اللغة العربية والنهضة الشرقية خدما يستحق لأجلها هذا التكريم وأعظم منه. فنهنئ الأب المحترم بما ناله من حفاوة قومه ونهنئ العراق بوجوده فيه ونشترك معه بتكريمه.

<<  <  ج: ص:  >  >>