للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الخاصة، واستعمالهم إياها، فيجب إذن أن ندخل في معاجمنا كل ما وقع فيه التفاهم بين العامة من الكلمات الأجنبية التي لا نجد ما يقابلها في الفصحى فنثبتها في المعاجم كما تكلمت بها العامة، أو نتخذها بعد شيء من الصقل والتحوير وإلا أصبحت لغتنا جامدة جمود عقولنا في الأمور الدينية والحقيقة التي لا مراء فيها، أن لغتنا لا تزال جامدة لم يصبها شيء من التجديد إلا النزر اليسير؛ ومما يضحك ويؤلم معا؛ إننا أصبحنا عبيداً للغتنا! ذلك شيء لم يسمع بمثله في الأساطير فكيف بالحقائق المرة؟!. . . أجل! أصبحنا عبيدا لأولئك العرب الذين كتبوا وحوروا في العربية ما شاءت إراداتهم وسولت لا للغتنا فقط!!!! ثم نأتي أمامهم ونقدم لهم بخور التكريم، فلا نخرج عن حدودنا ما كتبوا - ولا نغير من العربية ما نرى أن وقت إلقائه في اليم قد حان وكذلك التخلص من حمل عبئه - كأنهم من طينة غير طينتنا! أو جاز لهم ما لا يجوز لنا؟ أيجوز لهم أن يهدموا العربية ويتلفوها - إذا أرادوا - أما نحن فلا يجوز لنا ترميمها - إذا رأينا مهاوي التلف والتصدع تحتها فاستنقذناها؟! عجيب والله أن نرى هذا التقعر والتخاذل من جانبنا؛ وغريب أن ننقاد لأوامر ونواه طوتها الأحقاب. ومرت عليها الأجيال ونحن لها عبدة وعبدان. . .!!

خصت العربية بسلاسة وانسجام وغنى في الألفاظ. وإنما يعوزها الكثير من الاصطلاحات الفنية والعلمية والإدارية وغيرها لتعاصر غيرها فهي سهلة القياد لينة التكييف. . قلنا؛ إنها ليست فقيرة وليس فيها عقم البتة؛ إذا عرفنا كيف نديرها ونستنبط ما نحن في حاجة إليه، وإنما دواعي الكسل والجمود والتعصب الذميم، وما يطبل به من يريدون للشرق التأخر وحبوط العمل، تثبط عزائمنا وتميت هممنا، وتجعلنا لا نرى أبعد من أنوفنا! فإذا ما حاولنا هنيهة أن نرفع هذه الغشاوة قليلاً؛ إذ بهذه الغازات المخدرات تنزل ستارا كثيفا علينا فنعود إلى مضاجعنا ونحن نتثاءب ونهتف بغنى العربية وعصريتها؛ ونردد ما يقوله بعض أبناء الغرب عن كتاب العرب، فنشبه المتنبي بنيتشه. ونقرن ابن خلدون

<<  <  ج: ص:  >  >>