المعري بدانتي اليجيري الخ. . . وقد قرأت في صحيفة أجنبية مقالا لأحد علماء المشرقيات ينحي باللائمة على بعض المستشرقين الذين لا هم لهم سوى كيل المدح والثناء جزافا. لعلماء وشعراء العربية. فيرفعونهم إلى أسمى مكانة وأرفع منزلة. وذلك ليس حبا لأولئك الفطاحل. بل تبعا لأهواء سياسية. فهم يرجعون للشرق الخمود والجهالة. يعلمون أن مما يثبط همم الشرقي الثناء والفخر. فالشرقي بعكس الغربي إذا ما مدح همدت عزيمته، واعتاض من الماء بالسراب. فلا يعمل ولا يجد! هذا ملخص كلام هذا العالم الجليل - ولا يحضرني الآن أسمه - وأني أرى الحق في جانبه وقد أصاب كبد الحقيقة. فعسى أن لا نغتر إذا ما أطلعنا على بعض عقود ثناء صيغت في الغرب للعربية وإعلامها. وشر ما في الأمر أن هؤلاء الخدعة يستترون وراء أشرف رداء وأجمله فالتردي بلباس الاستشراق واتخاذه درءا تخفى وراءه مقاصدهم الخفية والسياسية دناءة ونذالة فمن المستشرقين الكرام خرجت نفحة العلم الأولى في الشرق - منذ مائة عام تقريبا - وهي تلك النفحة التي ملأ الآن شذا عطرها أرجاء بلادنا العزيزة. وهذي أثارها ظاهرة لكل ذي عينين. فهم قد أسدوا إلى اللغة العربية أجل خدمة. وهاهم أولاء كما كانوا يخدمونها للآن. فلغتنا مدينة لهم بما كشفوه ونبشوه من كنوزها الثمينة. ولولاهم لما وقعنا على شيء منها - وهؤلاء الذين اتخذوا من علم المشرقيات قترة استتروا فيها. يمدحون كل شيء قديم. وإن ثبت لهم عدم صحته للحياة الآن. ويتهمونه بكل جميل وحسن. في الهند والصين مثلا يمدحون البوذية والبرهمية والكنفوشيوسية. كي يظن أتباع هذه وتلك. إنهم أعلى من الأوروبيين بدينهم وأسمى بمعتقداتهم ولغتهم وآدابهم. هم يحاولون جهدهم ليحولوا بينهم وبين أن يروا تأثير التمدين المسيحي الذي أنقذ أوربة من الضلال وحضر شعوبها. يحاولون جهدهم أن يخفوا عنهم ما تفيض به من الاختراعات لئلا تنبهر عيونهم بذلك ويظهر لهم في أي ضلال هم. ففي الهند تعمل الآن المسز بزنت التي أفضت إلى أحط ما أخرجه العقل البشري، وأنتن ما ولده ذهن إنسان من الفلسفة، ونشرت مبدأ سافلا قذرا. زعمت عنه كل