كتبنا الأجرومية ما هي إلا حشو في حشو. بينما نرى أمثالها الأوربية منسقة أتم تنسيق، ومبوبة أبدع تبويب ومرتبة من الأسهل إلى السهل ومن الأصعب إلى الصعب أحسن ترتيب فليس ثم حشو وعجمة كلام دون فائدة وإيجاز بحيث يجب التوسع وبالعكس!. . . . تناول أي كتاب شئت من كتب اللغة الأفرنسية لهذا الفرع للدراسة الثانوية. تجده يضم أصول هذه اللغة وأحكامها بل يتعداها إلى ترجمة حياة كبار أدبائها وشعرائها وفلاسفتها وما كتبوه وألفوه وقد يضم خلاصة تاريخ اللغات الأخرى كاليونانية واللاتينية والألمانية وغيرها مع خلاصة ترجمة حياة لعلماء كل لغة من تلك اللغات وفلاسفتها وشعرائها وأشهر كتبهم. ثم يشرح فيه تاريخ الأفرنسية واشتقاقها من اللاتينية أمها وتطورها فرقيها. هذا الكتاب هو عبارة عن معلمة (دائرة معارف) صغيرة عن اللغات وتطورها ومجموعة آدابها وبلاغتها وعلومها في حين أن أهم كتاب أجرومية ظهر في العربية لا تجد فيه غير أصول هذه اللغة وأحكامها وما قال سيبويه وأبو عبيدة. وابن الإعرابي. وغيرهم من أئمة النحو مكدسة تكديسا دون روية ولا تفهم. وليس من خلاصة نرى فيها ترجمة أو حياة لأحد أولئك الأعلام إلا ما ندر أو كان هفوة قلم. ولا شيء هناك يستفاد من نشأة العربية وتطورها وآدابها. فشتان ما كتبهم وكتبنا!. .
قلنا إن ما يعطى في المدارس من آداب العرب أو تاريخها ليس إلا صحيفة سوداء خرقاء بعيدة عن أن تدعى بآداب أو تاريخ وهي عبارة عن شتات (منتخبات) جمعت من هنا
وهناك حسبما شاءت المصادفة وضم بعضها إلى بعض دون تعقل وتبصر! وأكثر هذه المنتخبات ليست من طرف العربية ولا من غرر تآليفها - كيف نطلب إذن أن نجد بين المتخرجين في المدارس الأجنبية وسواها من يعشق العربية؟ بل من يشعر بأقل ميل إليها وهذه حالة كتبها وصفتها؟ إنا نرى الحق في جانب من يعشق لغة أجنبية ويهوى آدابها فأنها أجدر من العربية بحبه لما تبعثه في نفسه من الاستهواء بها وما تحويه كتبها المرسية من صورة جذابة لآدابها وتاريخها الرائع! كل ما بين يديه يمتاز عما في