للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

العربية بوجوه عديدة!

إن تاريخ آداب العربية لم يظهر إلى الآن بالمعنى المعروف به في الغرب أي ولا سيما ما يوضع منه بين أيدي طلبة المدارس. هاك كتاب تاريخ آداب اللغة الأفرنسية للأبيل كلفه المعمول به في أكثر المدارس الثانوية. وقلبه هنية. فإنه يفيد الطلبة فضلا عن إفادته أي امرئ كان. فهو قد قسم كتابه على طريقة عصرية ابتكرها هو وجعله على جزءين أحدهما تاريخ للآداب الفرنسية منذ أقدم عصورها قبيل شارلمان إلى عصرنا هذا. والثاني حوى منتخبات جليلة تأييدا لكل فصل من فصول الجزء الأول وأحكامه. وفي نهاية كل ترجمة علم من أعلام الفرنسيين وقد وضع قائمة للمستندات التي يعتمد عليها ليقرأها المطالع ويرجع إليها إن شاء أن يتوسع أو يتخصص في هذا الموضوع. هذا الكتاب تحفة من تحف العلم والطرافة، فمتى تجد في العربية شبيها له؟!

خذ أيضاً قاموس لاروس تجد قد ضرب في كل فن بسهم جامعا لأشتات الآداب والتاريخ والعلوم جميعها حديثها وقديمها ولآخر الاختراعات، يضم بين دفتيه أيضا طائفة من الخرائط الجغرافية الحديثة ومعلمة (دائرة معارف) صغيرة مفيدة. ولا تضع يدك عليه وتقلبه في أي موضوع تطرقه وتود أن تتفهم عنه شيئا حتى تجده تحت نظرك موضحا جليا - ولكن باختصار - فمثال هذا المعجم معدوم في العربية. وخلاصة ما عندنا منها - من معاجم مدرسية أو غيرها - لا تتعدى أن تكون جامعة لكثير من كلمات غير مستعملة خشنة اللفظ ثقيلة على السمع صعبة المخرج وقعت في صفحات عديدة لتأخر عقلية جامعيها ومنسقيها وتوهمهم أن الطلبة أو عامة الناس في احتياج إليها. بينما هي خالية من كثير من كلمات مستعملة جدا (عربية قحة خالصة استعملها العرب ووردت في كلام فصحاء العرب الإسلاميين. . . وأخرى عربية المادة هي كلمات اصطلاحية فنية أو

إدارية. وأخرى عربية المادة ولدها المتأخرون الخ. . . . . . فلو استغنوا عن تلك الكلمات الحوشية. واستبدلوا هذه بها لكفوا الطلبة

<<  <  ج: ص:  >  >>