للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويحسبون ذلك من مختار البيان! وهو بالرغم من ميله إلى الإيجاز شعري اللهجة في غير غموض، كما ترى من وصفه للصور الفنية. وتمثل كتابته زبدة إطلاع جم ولا يعيب ذلك إلا من يعيب على النحل تعدد مصادر شهده فسلامة موسى يقرأ كثيرا ثم يمج ذلك شهدا صافيا لعاشقي أدبه المتعالي عن صغائر الكتاب الشائعة من حقد وحسد وعبث وخصام. . .

وإني شخصياً موقن بأن الرجل مخلص في آرائه التي يبثها دائماً بحرارة، وهذا سبب من الأسباب التي تدعوني إلى إكباره، بل السبب العام الذي يدفعني إلى احترام أدباء آخرين قد أخالفهم أو أوافقهم في أكثر نظراتهم وقد يعتبرهم غيري خصوما ولكني أعتبرهم متممين بعضهم لبعض من وجهة الحقيقة والجمال العام، بحيث لا يطيب لي غير التفتيش عن حسناتهم التي توافق نفسيتي وأن تناقضوا بل تناحروا في ميادين شتى! ولذلك أرى أنه من الغبن إنكار أدب سلامة موسى دون أن أكون مضطرا إلى موافقته على جميع آرائه، ولذلك أشكر لكم ما نشرتموه أنصافا لفضل هذا الرجل النابغة، وكل أديب للأديب قريب.

الإسكندرية (مصر): أحمد زكي أبو شادي

كتاب ثمار القلوب

شيء عن مصححه حضرة الإمام اللغوي الجليل صاحب (لغة

العرب).

بعد التحية والاحترام وشكري لكم على نفائس مجلتكم الثمينة - أطلعت على ما كتبه الأستاذ محمود الملاح نقدا لمصحح كتاب (ثمار القلوب في المضاف والمنسوب) للثعالبي. وإتماما للتاريخ الأدبي أقول: إن مصححه هو الأستاذ محمد حسين الكاتب والصحفي القديم المعروف والموظف بالجمعية الزراعية الملكية بالجزيرة بمصر القاهرة، وهو واضع كتاب (الشعر الجاهلي والرد عليه)، وله مباحث أدبية شتى ممتعة بين قديمه وحديثه. وقد ذكر عنه أحد زملائه إنه كان يعاون المرحوم إسماعيل باشا اباظة في تحرير جريدة (الأهالي) عن نيف وثلاثين سنة خلت، وكانت تصدر مرتين في الأسبوع في أربع صفحات صغيرة وتطبع على آلة بسيطة. ثم أشتغل بتحرير مجلة (الفلاحة المصرية) للمرحوم محمود بك أنيس. ثم بتحرير جريدة (الوطن) لما ابتاعها جندي

<<  <  ج: ص:  >  >>