للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

هل يجوز أن يقال: زيد اسخى من عمرو وعمرو أبخل من زيد) فقياس قول المؤلف على قوله وذلك قياس باطل يدل على تكلف قائسه العريض لأن قوله (زيد اسخى من عمرو) وأتباعه قوله (وعمرو أبخل من زيد) متضادان متناقضان أما قول المؤلف (أشدهما ظلمة وأوضحهما نورا) فلا تناقض فيه لأن للنور درجات وللظلام دركات فأشدهما ظلمة هو (أقلهما نورا) وأوضحهما نورا هو (أقلهما ظلمة). فلو قال قائل (بدا له رجلان فتبع أشدهما ظلمة وترك أوضحهما

نورا) لما أعترض على قوله معترض. فلو جعلنا قوة النور (٢٠) جزءا وكان مع زيد (١٦) جزءا لاحتاج إلى (٤) أجزاء حتى يتم نوره فقوة الظلام معه إذن (٤) أجزاء لأن ضد الضوء هو الظلام. ولو جعلنا لعمرو (١٨) جزءا من الضوء لاحتاج إلى جزءين فقوة الظلام معه (٢) فزيد إذن أشد من عمرو ظلاما وعمرو أوضح من زيد نورا وكلاهما مشترك في النور والظلام. وإنك لو أوقدت (شمعة) قرب جدار ثم أوقدت مصباحا أشد نورا منها ووضعته قبالتها وأبعد منها عن الجدار لرأيت خيال ضوء الشمعة على الجدار وهكذا ترى لو استبدلت بالشمعة المصباح وعوضت من المصباح أشد منه أي ترى خيال ضوء المصباح على الجدار. فالشمعة أقل نورا وأشد ظلمة. والمصباح أشد منها نورا وأقل ظلاما.

٦ - وقال في ص ٦٢٩ (ولم يشعر بأن المقلد بالفتح كان مخطئا لأن الأسف إنما يتعدى بعلى إلى الأمر المحبوب الذي جرى عليه أمر مكروه أما الأمر المكروه فينبغي أن يقرن باللام فتأمل) قلت: يا ويلتا ماذا يتأمل القارئ فأي دليل ضرب؟ وأي تمثيل مثل؟ وكيف يطلق القول بلا دليل فقوله (أما الأمر المكروه فينبغي أن يقرن باللام) خطأ واضح لأن المأسوف له محبوب لا مكروه تقول (أسفت لمحمد على ما فاته) فمحمد غير مكروه فمن أين جاءنا العلامة المتبقر بدليله!! فاللام توضع في موضع (من أجل) قال (عمرو بن ذر) حينما وارى ابنه في القبر (باذر أنه قد شغلنا الحزن لك عن الحزن عليك لأنا لا ندري ما قلت ولا ما قيل لك. والأسف أشد الحزن وفعلاهما متساويان في (على) واللام فكيف يكون (ذر)

<<  <  ج: ص:  >  >>