مكروها عند أبيه وهو حزين من أجله مشغول عن الحزن على فقدانه؟ فماذا تقول لو علمت أن الناقد درس المعلمين في دار المعلمين؟
٧ - وقال في الصفحة بعينها ناقلا عن المؤلف:(قال الفضل بن سهل للمأمون وهو بدمشق مشرف على غوطتها) وقال من علمه الزاخر (والصواب مشرفا) قلت أنه لم يذكر سبب الإصلاح وذلك ديدنه ولا قيمة لإصلاح بلا دليل والظاهر أنه نصب مشرفا (على) الحالية وليس بشيء. فقول المؤلف كقول أبي العباس المبرد (وجعل لرجل ألف درهم على أن يسأل عمرو بن العاص عن أمه ولم تكن في موضع مرضي فاتاه الرجل (وهو بمصر أمير فقال. . .) ولم يقل (أميرا عليها) فمشرف في قوله (وهو بدمشق مشرف على غوطتها خبر
ثان كما أن (أميرا) في قول المبرد خبر ثان فالتقدير (وهو مستقر بدمشق مشرف على غوطتها) و (وهو مستقر بمصر أمير عليها) فتعسا للجهل.
٨ - وقال فيها (بأفراد اسم الموصول) والصواب (بأفراد الاسم الموصول) فما قولك في من يعرف الصفة وينكر الموصوف؟ وأي بكاء تبكي على العربية إذا قلت لك أنه قال (وإن خامرك الشك فالصق ركابك بركابي في هذه الحملة المباركة التي يراد بها إعلاء كلمة الأدب وإنقاذه من براثن التصنيع) أفهذه حملة مباركة أم تلك التي ضاع رجالها فهب مكانهم أذناب الأدباء وقتلة العربية؟
٩ - وقال في ص ٦٣٣ (ومثل هذه الدقائق مما لا ينبغي أن يذهل عنها أو يجهلها والإنشاء) ففي قوله غلطان أولهما نفيه الفعل ينبغي فصار التقدير (لا ينبغي الذهول عنها) وهو أضعف من قولهم (ينبغي أن لا يذهل عنه) أي (ينبغي عدم الذهول عنه) لأن التعبير المنقود يحتمل غير الانبغاء كأن يقال (لا ينبغي الذهول عنها بل يفرض) أما التعبير الثاني فلا صير في الواحة المنضدة. والغلط الثاني نفيه الشيئين لوضعه (أو) والمراد (نفيهما كليهما) فالصواب (ينبغي أن لا يذهل عنها ولا يجهلها معلمو الإنشاء) فتأمل رعاك الله هذا المتبجح الفذ.
١٠ - وقال في ص ٥٧٠ (لأن مذهبي التسامح في لغة تدوين الفنون بالنظر إلى وضع الراهن في مدارسنا) فاستعمل (بالنظر إلى) للتعليل ولا يستعملها