للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

إلاّ جهلة الكتاب البعيدين عن العربية فالصواب (من أجل وضع اللغة الراهن في مدارسنا) أو (لانحطاط موضع اللغة الراهن) وهو القائل أيضا (وهو تصحيح إذ بان نظرا إلى حذف النون) فالخطأ عشيرة وسميره والصواب (لحذف النون) لأن النظر لا يفيد التعليل ولا يجوز أن يكون مفعولا لأجله لكونه مصدرا غير قلبي. يقال (لفت جيدي للنظر إليك) لا (نظرا إليك) وشتان ما التعليل والنظر.

١١ - وقال فيها (إن المؤلف مع تهجسه في مسالك التعبير واعتياده الدبيب الخفي. . .) وقد أراد بالتهجس (التخوف والتردد) وفي القاموس ما نصه (وخبز متهجس فطير لم يختمر عجينه) فما المعنى من (إن المؤلف مع عدم الاختمار في نفسه في مسالك التعبير)؟ ولعله يريد أن يتبع لغة العامة فأنهم يقولون (فلان يتهجس في مشيه) أي (يتخوف ويتردد)

فوا أسفا على لغة العرب ومدخر مجدهم العظيم!

١٢ - وقال فيها عائبا على عز الدين كتابه (حتى جاء كتابه ناشزا على الفصاحة التي هي من أخص مزايا لغتنا) قلت (وكيف علمت ذلك ومن علمك؟ ومن أجاز لك أن تقول هذا القول وأنت بعيد عن الفصاحة ولغة العرب كلها؟ فانظر إلى قولك (أخص مزايا لغتنا) فالمزايا مضاف إليه ولغة مضاف إليه و (نا) مضاف إليه. وإن المبتدئين بدرس البلاغة العربية لا يتابعون الإضافات هذه المتابعة ولا يغلطون هذا الغلط المستقذر. ألم تدرس أن العلماء عابوا على الشاعر قوله (حمامة جرعى حومة الجندل اسجعي) للتابع الإضافات فما لكم يرى أحدكم القذاة في عين غيره فيستقذره ولا يرى ما هو أشد منها في دماغه.

١٣ - وقال في ص ٥٧١ (ومادتا الغوص والغطس فاشيتان) فقوله (مادتا الغوص) يدل على أن للغوص مادتين مع أنه أراد نسبة مادة واحدة إليه. أما عطفه بقوله (والغطس) فهو يشرك (الغطس) في المادتين أيضا فهذا خطأ ثان. وإنك لو قلت (بستانا محمد وخالد) لفهم أن لمحمد بستانين شاركه فيهما خالد. فالتركيبان متساويان وما هو إلاّ جد مخطئ. وإن الذي أرتكب هذا الغلط ظن أنه مختصر للفظ متم للمعنى واستوعر أن يقال (مادة الغوص ومادة

<<  <  ج: ص:  >  >>