والمستر اوسطن مرافقه والمستر هنري بلكرات أحد أعضاء التبشير البروتستاني الأمريكي في البصرة وكان الجميع راكبين السيارات. فأمطر الأخوان على المسافرين وابلا من الرصاص فأصابت رصاصة المستر بلكرت فتوفي بعد سويعات وشيعت جنازته في البصرة تشييعا لائقا به ودفن في مقبرة الإنكليز في (الحكيمة) في ١٥ من يناير وفي ٢٥ منه أقام الشبان البصريون في العشار حفلة لتأبين الفقيد فحضرها جم غفير من الأدباء وكان من جماعة الحضور المستر جارلس كرين وابنه وبعض الجالية الأمريكية في البصرة وزرافات من السيدات والأوانس رحم الله الفقيد.
٦ - السر دنيسن روس
السر دنيسن روس مستشرق إنكليزي مدير مدرسة الشرقيات في لندن، وثبت في التاريخ الإسلامي وقد برح عاصمة بلاده لدرس الشؤون الشرقية وتطور الفكرة الإسلامية بعد الحرب العظمى. فمر بمصر وألقى فيها محاضرة وجهت إليها أنظار علماء وادي النيل.
وقد هبط بغداد نهار السبت ٢٦ ك٢ (يناير) ومعه عقيلته، فأنتهز صاحب المعالي مزاحم بك الباجه جبي فرصة وجود صديقه في حاضرتنا ليدعوه إلى شرب الشاي مع أدباء بغداد، حملة الأقلام، وحضنة العلوم فلبى الدعوة جميع الفضلاء في ٢٨ من الشهر المذكور من الساعة الخامسة بعد الظهر إلى الساعة التاسعة وحضرة السر ينتقل من حلقة إلى حلقة ويكلم كل واحد من المحتفين به باللسان الذي ينطق به. وعلى هذا الوجه تيسر للضيف الشهير بعلمه أن يتفوه بالإنكليزية والفرنسية والعربية والتركية والفارسية والألمانية. وربما تكلم بألسن أخرى لم نسمعها نحن وسمعها غيرنا. وقد أظهر في محاوراته هذه من سعة الإطلاع وحسن الأخلاق والأدب الرائق ما أعجب به كل من خاطبه. ولما سئل عن إبدال الحروف العربية من الحروف الرومانية لم يوافق. وقال: لعل تلك الأشكال توافق اللغة العامية. أما اللغة الفصحى فأنه لا يجوز للناطقين بالضاد إلاّ أن يكتبوها بالحرف الذي وضعه لهم أجدادهم.
وكان معه رفيق لا يفارقه ويحسن الفارسية والتركية هو المستر بيشبس وحضرة الضيف
زايل بغداد في أول شباط (فبراير) متوجها إلى البصرة ففارس فالهند.