للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(والفخري وعن أشهر تأليفهم المفيدة ثم نتوصل إلى مؤسس الهلال المرحوم جرجي زيدان فنقف هنية أمامه نقلب النظر. فدي فو ينظر إليه كمؤرخ شرقي يتمشى على الروح الأوربي العصري فيبحث عن طريقة زيدان في درس العصور الإسلامية على الإجمال ثم اختصاصه بعهد العباسيين. فبحثه عن سياستهم وإدارتهم وأحوالهم في رواياته المعروفة في الشرق. كالعباسة أخت الرشيد والأمين والمأمون وعروس فرغانة وغيرها. فبحث زيدان عن المنافسة الهائلة التي كانت تجري بين الفرس (العجم) والعرب وما كانت تتستر به في كثير الأحيان فتختفي الأغراض المزمجرة وتظهر المقاصد التافهة؛ ونحن نرى في عروس فرغانة بعض تلك المثل ظاهرة رائعة وذلك حقيقة كما ينعته دي فو أنه درس تاريخ العباسيين (بروح فلسفي يدعمه نظر ثاقب).

وننتقل فإذا ابن الأثير وكامله الذي خصص للصليبية مكانا معتبرا فيه. . . من أغرب صفحات التاريخ العربي أن أحد أمراء السوريين أسامة بن منقذ الذي كان في شيزر كتب ما نسميه اليوم (بالمذكرات) فهذه غير معروفة في الشرق ولم نعرفها نحن إلاّ منذ عهد ليس ببعيد بينما كانت منتشرة في الغرب منذ عصور بعيدة فأسامة شذ عن جميع المؤرخين في العربية بانتقائه هذه الطريقة الفريدة وسار عليها ونشر تاريخ حياته وأعمال والده الأمير وتدخلت بين تضاعيفها أخبار الحروب الصليبية فلذا تعد مرجعا مفيدا لا بأس به في نواحي ذلك التاريخ. ويمتاز أسامة أيضا بشخصية غريبة جدا. . . ونمر سراعا على المؤرخين العرب والفرس والمغول والترك أمثال المقريزي والفردوسي وناصر خسرو وأبو الغزي وسعد الدين وجاويد بك وسواهم. ونحط رحالنا أو إنا لننظر إلى (الاجتماعي العري العظيم ابن خلدون) من لا يخفى على أحد شهرة مقدمته التي طارت في الخانقين؛ فههنا بحث

كرادي فو من جهة فلسفته التاريخية. فابن خلدون بحث فيها عن نفسيات الشعوب وأسباب الفروق التي بينها من قيام الدول وسقوطها والمدنيات وتقلب الأحكام وهلم جرا. لذا أضطر دي فو التوسع في بحثه ودرسه وأفاض كثيرا مع ازدحام كثرة مواد الكتاب وختم كلامه بوضعه في مصاف كتاب أوربة العصريين كما أن غوتيه عده أحد الثلاثة العظام الذين أنجبهم شمال

<<  <  ج: ص:  >  >>