اليوناني) أن يكون من سارة أمة (جارية) إبراهيم الخليل ثم امرأته لأن اغلب عرب اليمن من قحطان (أو يقطان كما في التوارة) لا من عدنان؛ وأولئك أقدم عبدا في اليمن من هؤلاء. ثم أن في هذا النسب مما يخالف مطرد النسب عندهم، فلو كانت اللفظة منسوبة صحيحة إلى (سارة) لقيل مثلا أو لا لأن هذه مضافة (أي سرحة) التي ذكرناها.
وبهذا القدر كفاية لمن يريد أن يسمع الحق ويراه، ويقر به، ولا يحتج بقوله أن الإفرنج لم تقل به لأن المستشرقين أو لغويي الغرب لم يوهبوا فصل الخطاب ولم يؤتوه في كل باب؛ والله أعلم بالصواب) انتهى ما كنا كتبناه في مجلة المشرق.
أما اليوم فنزيد على ما تقدم رأيا آخر نظنه أمتن من مذهبنا الأول. وإن كان ذاك حسنا في
حد نفسه، ودونك إياه:
إن كلمة منسوبة إلى السراة وفي الوقف تلفظ وهو يوافق كل الموافقة لما نطق به الأقدمون من أبناء الغرب، فقد قال الأصمعي: (السراة: الجبل الذي فيه طرف الطائف إلى بلاد أرمينية. وفي كتاب الحازمي: السراة: الجبال والأرض الحاجزة بين تهامة واليمن، ولها سعة وهي باليمن أخص. وقال الحسن بن علي بن أحمد بن يعقوب اليمني الهمداني: أما جبل السراة الذي يصل ما بين أقصى اليمن والشام، فأنه ليس بجبل واحد وإنما هي جبال متصلة على شق واحد من أقصى اليمن إلى الشام في أرض أربعة أيام في جميع طول السراة. . . اهـ. وقال أبو عمرو بن العلاء: أفصح الناس أهل السروات، وهي ثلاث، وهي الجبال المطلة على تهامة مما يلي اليمن، أولها هذيل وهي تلي السهل من تهامة، ثم بجلية وهي السراة الوسطى، وقد شركتهم ثقيف في ناحية منها، ثم سراة الأزد، أزد شنوءة، وهم بنو كعب بن الحرث بن كعب بن عبد الله بن مالك بن نصر بن الأزد اهـ.
فلا عجب بعد هذا الشرح أن يسمى العرب سرويين إذ يشمل هذا الاسم اليمانيين أي القحطانيين والحجازيين أي العدنانيين. على أن الظاهر من نقل الرومان