للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

مجددا قدر الطاقة مكتبته، ومضاعفا جهوده لخدمة اللغة العدنانية. ورغم مكانته العالية في جميع المحافل الأدبية واللغوية وفي دوائر المستشرقين التي كثيرا ما ترجمت مقالاته إلى الفرنسية والإنكليزية والألمانية والروسية والإيطالية والأسبانية فأنه لم يقو على نشر تأليفه وهي كثيرة حتى إذا استثنينا منها ما عبث به أيدي الغزاة أثناء الحرب العظمى حين تبديد مكتبته ونفيه مع من

نفي من كرام العراقيين ومن أهم تأليفه (غير تصحيح المعاجم الكبرى وغير اشتراكه في تهذيب تأليف جمة تنشر ونشرت في الشرق العربي وفي أوربة) هذه الأسفار القيمة: (جمهرة اللغات) و (كتاب الجموع) و (كتاب السحائب) و (الغرر النواضر) و (العرب قبل الإسلام) و (شعراء بغداد وكتابها) وكلها تتناول من مباحث اللغة والأدب ومسائل التاريخ ما يمتاز بالابتكار والتعمق والاستقصاء بحيث تسد فراغا عظيما في ثقافتنا اللغوية والتاريخية، ويبلغ مجموع مؤلفاته نحو ثلاثين كتابا جديرة كلها بالذيوع والإجلال. ولعل أهم ما يعنينا منها معجمه الكبير الذي ضمنه ما ذكرته المعاجم القديمة وما أغفلته ويجب أن لا ننسى أيضا فضله العظيم في وضع ألفاظ جديدة لكثير من المسميات الحديثة، نستعملها تكرارا دون أن نعرف مبدعها المتواضع المتواري ولعل أشهرها لفظ (برقية) لكلمة (تلغراف). ولفظ معلمة لكلمة (انسيكلوبيديا).

ومن المصريين الذين كتبوا عن الأب الكرملي كتابة تاريخية ذات تحليل فلسفي الأستاذ أحمد الشايب الذي عد الكرملي في العراق بل في الشرق العربي مدرسة قائمة في شخصه يقابلها في مصر دار العلوم. وعندنا أن الأب الجليل أسمى من ذلك. وحسبك أن تطلع على آثار المستشرقين ومجلاتهم وعلى جميع الكتب العربية المحققة الهامة التي صدرت في أواخر القرن الماضي وفي هذا القرن لترى النفوذ اللغوي والأدبي للعلامة الكرملي منبثا فيها. حينما لا تجد شيئا من هذا لأساتذة دار العلوم. . . فلا عجب بعد ذلك إذا كانت سيرة هذا اللغوي الكبير مبجلة في الغرب وموضوع كتابه أمثال كراتشكوفسكي المستشرق الروسي. وغريفيني المستشرق الإيطالي، كما أنها موضوع إجلال كل عربي يبجل العلم النزيه غير متأثر بالتعصب الأعمى لجنس أو دين أو مذهب.

<<  <  ج: ص:  >  >>