(سنة ١٠٥٧ وسنة ١٠٥٨ (٨ - ١٦٤٧م) سافر إلى اسلامبول رجل من اليزيدية من بعض قرى الموصل واسمه ميرزا بك ودخل إلى السراي وتوصل إلى رجال الدولة وطلب له منصب الموصل أو غيره فلم يتيسر له ذلك وخرج إلى (من) اسلامبول مغاضبا وحرضه الشيطان على العصيان فجمع الأشرار وجعل يقطع الطريق وينهب القوافل. فجمع العساكر والي وأن شمسي باشا وخرج من (وان) إلى قتال اليزيدي (اليزيدية) وكانوا آمنين وقد أطلقوا خيولهم ترعى فكبسهم شمسي باشا بمن معه وقتل أكثرهم وقبض (على) ميرزا بك بعدما أظهر شجاعته. وكان راكبا فرس بغير سرج ولجام وأثخنوه بالجراح وقيدوه وحملوه إلى اسلامبول لعند السلطان فأمر بقتله. وقيل كان قتله في أيام السلطان محمد بن إبراهيم في أول سلطنته) اهـ. وفي كتاب غرائب الأثر في حوادث ربع القرن الثالث عشر تجد أيضا أخبارا بالتنكيل بهم وكذلك في غيره من المصنفات التي يطول بنا ذكرها ولربما عدت إلى جمعها.
حاشية على حاشية دار السلام
وسياق التتبع يدفعني إلى ذكر الحاشية التي علقتها دار السلام على أنباء المستند الذي دار بعض بحثي عليه. ومضمون ما قالته هو الاعتماد على ما جاء فيه لعلمها أن كتابته كانت سنة ٨٥٦هـ (١٤٥٢م) ولتصورها (أن الشيخ عديا قتل سنة ٨٥٥ فتكون كتابتها (كتابة هذه الأنباء) بعد سنة من وفاته). وقد رأينا في ما سبق ما حواه المستند فليس له تلك المنزلة التي راقت دار السلام لكنه أوضح لنا شيئا هاما عن زمن الاستيلاء على الدير. ولم تكن كتابة المستند سنة وفاة الشيخ عدي (كما قالت الوضيعة وهي تريد بالشيخ عدي عدي بن مسافر (فإن وفاة هذا الشيخ كانت في إحدى سني العقد السادس