في ميدانه حتى برز فيه وعرف بتفوقه به على غيره وبعد أن أتم دروسه على شيخه عبد الرحمن الكردي في بغداد أخذ منه الإجازة بها وكان المرحوم داود باشا يلاحظه وكان يمدح علمه وذكاءه فلما عمر الوزير المذكور جامعا كبيرا وأنشأ فيه مدرسة وخزانة كتب أقامه مدرسا فيها وهو اليوم يدرس العلوم صباح كل نهار ويرضع أفاويقها للمترددين عليه. وهو أيضا صاحب طريقة يجلس في تكية السيد علي البندنيجي قدس سره. وقد تزوج كريمة حفيد السيد علي البندنيجي. وهو الآن مقيم في تكيته المذكورة ويذهب كل يوم صباحا إلى المدرسة الداودية وبعد الظهر يرجع إلى التكية. أجزل الله سعيه!
وجاءت ترجمته في أول كتابه في التراجم وهو الكاتب الذي نحن بصدده وذلك في نسخة مبعث الآباء الكرمليين أنقلها بنصها:
(توفي ليلة الأحد لسبع عشرة ليلة خلت من رجب الفرد من شهور السنة الثالثة والثمانين بعد المائتين والألف من الهجرة وفي ١٤ من تشرين الثاني ودفن صباح الأحد في تكية البندنيجي في حجرة قرب قبة السيد علي. رحمهم الله تعالى.
كان، عليه الرحمة، متوسطا في الطول والضخم، قوي البنية، متوسط الكف والقدم، بهي المنظر، حسن الصورة، بين البياض والسمرة، أحمر، واسع العينين، عريض الجبين، خفيف الدم، أحمر الشفتين، صغير الفم، لطيف الأسنان، أسود الشعر، لا بالسبط ولا بالقطط، لا بالكثير ولا بالقليل، عريض الزندين، والساقين، طويل العنق مهدل الأكتاف، واسع الصدر، معتدل القامة، فصيح الكلام، عذبه ذكيا، جيد الفطنة والإدراك، والانتقاد والفهم حاضر الجواب، خفيف الروح، جسرا، عاقلا، مدبرا، ذا أخلاق أرق من النسيم الوفا ودودا مصغيا منصتا، مكرما، متواضعا وقورا فروحا بوقار أديبا نجيبا محبوبا، ذا حافظة قوية، ونظم لطيف، ونثر عال وإنشاء في الألسن