للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

بغير ثلاثي. ولهذا نظن أن الفصحاء لم يدونوه نسيانا منهم، إذ قد ثبت من استقراء الأفعال المضاعفة الرباعية أنها لا توجد في الغالب إلا بعد وجود ثلاثيها.

أما أن الوشوشة فصيحة فقد جاء في اللسان: الوشوشة كلام مختلط حتى لا يكاد يفهم. ورواه بعضهم بالسين المهملة ويريد به الكلام الخفي. والوشوشة الكلمة الخفية وكلام في اختلاط اهـ.

ثم إن كانت الوغش مشتقة من الوش فمن أين جاءت الغين؟ قلنا: إن الغين تقحم بعض الأحيان في المضاعف الثلاثي. فقد قالوا مسه بيده ومغسه ومط الشيء ومغطه أي مده. ومر في الأرض ومغر بها أي ذهب فيها وأسرع إلى غيرها وهي كثيرة في لساننا. والغين في وسط الكلمة تدل على الإيغال والإمعان في الشيء. ثم أن العراقيين يسمون الطاعون أيضا واغشا.

ومن قبيل الواغش التي تدل على الطاعون عند عوام لبنان الوهم (بفتحتين) عند العراقيين وتدل على المرض المذكور. كأن صريح لفظ الطاعون يخيف الناس على اختلاف طبقاتهم فيتلمسون لفظا أخف وقعا على القلوب من ذاك فيلطفونه بقولهم الواغش والوهم ولعل هناك

غيرهما على هذا المنحى.

طبع الجمهرة

س - غزة (فلسطين) م. ي. ج. هل طبعت الجمهرة لابن دريد؟

ج - نعم في حيدر آباد الدكن والذي عني بنشرها العلامة الألماني فريتس كرنكو فجاءت في ثلاثة مجلدات كبيرة. وقد وقع بيدينا طائفة من أوراقها المطبوعة فرأينا في ضبط كثير من ألفاظها أغلاط طبع جمة فسألنا عن السبب فقيل لنا: إن الشكلات غير محكمة الوضع في مواطنها على الحروف التي يطبع بها فحدث فيها تقديم وتأخير. وكان قد علق المستشرق الجليل حواشي عليها بلغ عددها ١٧. ٠٠٠ وهذا القدر يدل على نبالة محققها وكان أغلبها مقتبسا من السيرافي الذي منه نسخة خطية نفيسة في ليدن (هولندة) وكان العلامة قد أشار إليها بعلامة وميزها عن حواشي النسخة الباريسية بحرف (ف) فخلط الطباعون الغث بالسمين فذهبت أتعاب الصديق العزيز أدراج الرياح. زد على ذلك أن الطباعين أهملوا ضبط مئات من الكلم لا ترى في لسان العرب ولا في تاج العروس. وربما صحف بعض ما ورد في نص الجمهرة جهلا من المنضدين فقد جاءت مثلا كلمة (جنثي)

<<  <  ج: ص:  >  >>