وطنيا ساميا ويرقي أخلاقهم بحسب مقتضيات العصر الحاضر.
وإني أطمئن شاعرنا الفيلسوف إن قصائده النادرة المثيل إذا لم ير لها تأثيرها المطلوب في الوقت الحاضر فسيكون لها عملها في المستقبل القريب وستفعل فعل الديناميت في أسس الجهل الذي استحكمت حلقاته من رقاب الشرقيين والمرأة التي ترسف اليوم في قيود ظلم
واستبداد الرجل ستذكر بالشكر الجهد الذي بذله الزهاوي في سبيل تحريرها ولا تتردد في وضع اسمه في مصاف كبار المصلحين مثل قاسم أمين وغيره.
وربما كانت التظاهرات النسائية ضد الحجاب في دمشق وغيرها من مدن الشرق من طلائع هذا الانقلاب وقد قيل أول النار شرارة.
سان باولو في ٢٠ نيسان سنة ١٩٢٩
داود جرجس الخوري
٧٨ - حياة محمد لأميل درمنجهيم
في ٣٨٢ ص بقطع ١٦ وثمنه ١٥ فرنكا
هاهو ذا كتاب جديد أبرزته مطابع الغرب عن حياة رسول الإسلام. ليس المؤلف من زمرة علماء المشرقيات. وإنما هو أحد المجيدين من كتاب الشباب في فرنسة، والذين يؤمل لهم في المستقبل لمعان حظ سعيد. ثم إنه ممن أتقن العربية إلى حد ما ووقف على حوادث التاريخ من مظانها الزاخرة. كما ينبئنا أثره هذا. . . وقد تلجلج بذهنه أن يتذوق حظه في معترك الكتابة عن الشؤون الشرقية ولا سيما الإسلامية منها. إذ في الغرب يسري داء غريب، ندر من افلت منه، وقد وجد بين عشاق قلمه مرتعا خصبا. وهو ما نسميه بحق (داء المباحث الشرقية) ثم إن للقراء الغربيين ولعا خاصا في الهام ما يلقمهم أولئك.
لقد أصاب درمنجهيم في وضع كتابه بين مجموعة (روايات الحياة العظيمة) فالروح التي تملاه تشدو منها رائحة القصص والروايات والطريقة التي يتمشى عليها روائية فنية يكسوها حلة فضفاضة أسلوبه المغري. لكنه مع هذا كله،