وكنا نود أن لا نرى في الحواشي شروحا لا توافق روح العصر. فقد جاء مثلا في الحاشية ٣ من ص ٢٨٠ (ماني. . . ظهر في أيام سابور بن اردشير. . . وقتل في زمن بهرام بن سابور. اهـ فهذا لا يدلنا على سنة ظهوره ولا على سنة قتله - والذي ذكره البيروني في الآثار الباقية (ص ٢٠٨ من طبع الإفرنج) إن ولادته كانت في قرية تدعى مردينو من نهر كوثى الأعلى. . . في سنة ٥٢٧ من سني منجمي بابل يعني تاريخ الإسكندر ولأربع سنين خلون من سني اذربان الملك (أي سنة ٢١٥ و٢١٦ للميلاد). . . وقتله بهرام بن هرمز. . . (سنة ٢٧٦ إلى ٢٧٧م) ورواية أبن النديم وغيره ليست صحيحة
وجاء في الحاشية الأولى من ص ٢٢٤ عن الوحرة إنها. . . لا تطأ طعاما ولا شرابا إلا شمته (كذا بالشين المعجمة) ولا يأكله أحد إلا دقي بطنه. وربما هلك اهـ. قلنا: والصواب سمته بالسين المهملة. ولو قال في مكان دقي بطنه: مثنى بطنه لكان أحسن لأن الدقي خاص بفساد البطن من شرب اللبن. ثم إن علماء الحيوان أثبتوا اليوم أن ليس في الوزغ وأشباهها سم وهي لا تهلك أحدا وإذا وجد عند الأقدمين من سم بوط العظاء للطعام فكان ذلك لسبب آخر أو لا أقل من إنه كان لأن العظاءة وطئت مادة فاسدة مهلكة ثم وطئت الطعام ففسد وأهلك. أما العظاء والوزغ وأشباهها فليست سامات البتة وإن أشبه رأسها رأس الأفاعي والثعابين.
على أن أمثال هذه الهفوات قليلة ولا تضر الكتاب أبدا فهو إذن من أهم الأسفار التي يجب أن يذخرها الأديب الذي يغار على كنوز السلف ويفاخر بها ويستفيد من مطالعتها واستشارتها.
٨٥ - جراحة أنبوب الهضم والغدد الملحقة به
تأليف الحكيم لوسركل أستاذ السريريات الجراحية، ترجمها الحكيم مرشد خاطر أستاذ الأمراض الجراحية وسريرياتها، طبع في دمشق بالمطبعة البطريركية الأثوذكسية في ١٠٦
ص بقطع ١٢.
مسألة الهضم من أهم مسائل حياة الإنسان. والوقوف على ما في أنبوب الهضم من الأمراض وما يصيبه من العلل يهم كل حي على الأرض. ولهذا كان اكتساب