والثريا وقولهم (أعطني هل كتاب) تخفيف واضح للكلام المألوف أعطني هذا الكتاب وهو أشهر من أن يؤول. فكيف خفي عليه وهو حلال المعضلات؟!
٩ - إننا في عجب مما يكتب حضرة الصديق، فبينما نراه يقول عنا في أول مقالة (ص ٢٠٢): (ولو إن الأب المحترم عدل من حدته فيمن (كذا) تصوره يرد عليه بعض ما جاء في مقالته هذه النفيسة في موضوعها لكان أجدر بعلمه وفضله ومكانته الأدبية الرفيعة بل كان أجدر بفضله لو استغنى عن هذه الخاتمة بما جاء به في مقدمة المقالة مما يقع في أسماعنا وقلوبنا موقعا خليقا بعلم الأدب وفضله. . .) نجده يقول في ص ٢٠٦:(واعذرني إذا قلت هذا التخبط الذي توصلت به اكتشافك (؟) الغريب الذي صرحت إنه لم يسبقك إليه
أحد ونحن نسلم لك بحق هذه السابقية ونعتقد إنك ستبقى فيها سابقا ومبتكرا معا. . . ولكن ما هو الرابط بين ما كنت فيه وبين ما وثبت إليه في هذه الترويسة (؟ كذا) اهـ
قلنا: كنا نود أن نجاوبك عن كلامك هذا لكنا لا نفهم كيف تمدح في بدء مقالك شخصا وحين تبلغ إلى وسطه تنسى كلامك فتقول: التخبط والترويسة وغيرهما من الألفاظ. فكان الأحجى بك يا سيدي أن لا تنعته بنعوت العظمة في أول كلامك لكي يتم لك أن تفرغ عليه من هرائك ما أفرغت أو ما شئت ونحن نعلم إن الخصم أو المجادل يتخذ الأدب وسيلة له لا ما ألفه من عبارات الهزء والشتيمة التي هي سلاح كل عاجز عن الإتيان بالدليل المقنع. ولو أجلت طرفك قليلا في ما كتبناه وأزلت السخيمة من صدرك لوجدت الرابط بين ما كنا فيه وبين ما وثبنا إليه من (الترويسة) التي لا نفهم معناها ولم نجدها في كلام بليغ عاقل مما لم نجد كثيرا من مصطلحاتك كتمعن (ص ٢٠٤) وعلماء الفرنساويين (فيها أيضا) ولم تكتفي ص ٢٠٧ (كذا وأنت تخاطب مذكرا) إلى غير ذلك من التعابير المكسرة التي لا ترد على قلم أديب يحترم نفسه أو يضعها في منزلة للكتاب والمؤلفين.
١٠ - أثبتنا بأدلة تاريخية ولغوية إن الهمزة أداة التعريف عندنا نشأت بعد الهاء. وقلنا إنه كان في لساننا أيضا التاء والثاء من أدوات التعريف في سابق العهد وحللنا لذلك ألفاظا مستشهدين كلام الأئمة وكان على (الخصم) أن يفند تلك