٤ - وقال عبد الرزاق أفندي أيضا في لغة العرب (٧: ١٣٨) ما نصه (والموصل بلدة عربية بحتة شيدها العرب أنفسهم بعد أن افتتحها خالد بن الوليد عام ٢٠ هجرية) ثم قال (وتعرف أيضا بالحدباء وربما كان السبب لهذه التسمية أن أرضها تكاد تكون محدبة) فقال علامتنا الكرملي في الحاشية (عندنا أن الحدباء منقولة عن (حدياب) وهو اسم لناحية كانت هناك فقيل حدباي ثم حدباء) فأقول والحق الصريح مع الأدب العلامة إلا أن تطورها هكذا (حدياب - حديبة - حدباء) فقد روى ابن أبي الحديد في شرح النهج (م ١ ص ٢٨٩) ما نصه (إن عليا عليه السلام بعث من (المدائن) معقل بن قيس الرياحي في ثلاثة آلاف وقال خذ على (الموصل) ثم (نصيبين) ثم القني (بالرقة) فإني موافيها وسكن الناس وأمنهم ولا تقاتل إلا من قاتلك وسر البردين وغور بالناس أقم الليل ورفه في السير ولا تسر أول الليل فإن الله جعله سكنا أرح فيه أنت وجندك وظهرك فإذا كان السحر أو حين ينبلج الفجر فسر، فسار حتى أتى (الحديبة) وهي إذ ذاك منزل الناس وإنما بنى مدينة الموصل بعد ذلك محمد
بن مروان. فقول الحسني فيه اقتضاب مخل وطفرة عسيرة. أما صاحب تاريخ (الفخري) وهو في عصر ابن أبى الحديد فقد ذكرها في أول الكتاب بقوله (وذلك إني حين أحلني حكم القضاء بالموصل الحدباء) وقال في آخره (فرغ من تأليفه. . . بالموصل الحدباء وهذا خط يده) فاستبان لنا أن (الحدباء شائع في القرن السابع للهجرة.
مصطفى جواد
حول الشعر المنثور
قرأت بكل شوق وإعجاب مقال فاضل الشطراوي (كذا) المنثور تحت عنوان (الشعر المنثور) في الجزء الخامس من هذه السنة من لغة العرب (٣٧١ ص) فراقني ذلك المقال مما حواه من الرقة والرصافة ومن جزالة وعاطفة شريفة شرقية تكاد تسيل رقة وظرفا، ولما وصلت بمطالعتي إلى (الصفحة التالية) وقبل أن أنهيها مطالعة وأكملها توقفت عن ذلك وأحجمت حيث وجدت في تلك الصفحة أغلاطا واشتباهات من الكاتب فاستغربت وقوعها منه و (لا غرابة) لأن الإنسان