للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فأكل ما تيسر له. فلو انتقلنا إلى الخلية المذكورة لعلمنا أنها تلتهم كل مادة تنتفع بها لتستخلص منها المادة التي تبني منها العظم. إذن لو قلنا (جاعمة لتوفقنا في الوضع واستغنينا بلفظة واحدة عن ثلاثة ألفاظ على ما ذكرها حضرة اللغوي الكبير.

ومن هذا القبيل قوله في أمفيبيا - ذوات الحياتين - قسم من مملكة الحيوانات الفقرية التي تعيش في البر والبحر مثل الضفادع. قلنا: سماها بعضهم برمائية ناحتا إياها من البر والماء. وعندنا أن القوازب هي أحسن لفظة تؤدي المعنى المطلوب لأنك تعلم أن الحيوانات التي تعيش في البر والماء تسعى لرزقها في كل من هذين العنصرين على حد ما يفعله التاجر تاجر البر والبحر فإنه يطلب رزقه في الموطنين. فإذا كان الأمر بهذه الصورة كانت القوازب هي اللفظة المطلوبة. قال في التاج قال ابن الأعرابي: القازب: التاجر الحريص مرة في البر ومرة في البحر. ومثله في لسان العرب اهـ. وعندي أن الأصل هو الكاسب، إنما غيروا مخرجي حرفين من الكلمة ليبرزوا معنى جديدا. وهذا ما أشار إليه سيبويه في كتابه ونقله جميع اللغويين. قال في المخصص (٩: ٤٢) قال سيبويه: قد يكون الاسمان مشتقين من شيء ومعناهما واحد وبناؤهما واحد فيكون أحد البناءين مختصا به شيء دون شيء كهذه النجوم، ويعني الدبران والسماك والعيوق. قال: وبمنزلة هذه النجوم: الثلاثاء والأربعاء أي أنه إنما كان حكمها (كذا. ولعل الصواب حكمهما) الثالث والرابع فأفرد اليومان بهذين البناءين. قال: ولا تصغر الثلاثاء والأربعاء. انتهى كلامه.

وعندي أن أصل مادة قزب وكسب هو (قصد) لأن الكاسب يطلب الطريق القاصد للحصول على رزقه. يشهد على ذلك ورود هذه المادة في اللاتينية راجع في المعجم اللاتيني لصاحبه أ. ولد ثم عارض رأي هذا اللغوي الألماني بلغوينا العربي ابن جني فإنه قد سبقه بمئات من السنين إذ قال (أصل ق ص د وموقعها في كلام العرب: الاعتزام والتوجه) والنهود والنهوض نحو الشيء على اعتدال كان ذلك أو جور. هذا أصله في الحقيقة وإن

كان قد يخص في بعض المواضع بقصد الاستقامة دون الميل. ألا ترى إنك

<<  <  ج: ص:  >  >>