تقصد الجور تارة كما تقصد العدل أخرى. فالاعتزام والتوجه شامل لهما جميعاً). اهـ. راجع اللسان في قصد.
ومما يجري في وادي هذا المعنى قوله في مادة الزاغ ذو المنقار. غراب الزيتون نوع من الغربان أرجله حمراء اهـ. ونحن نرى في هذه العبارة عدة أمور منها: إن الزاغ غير الغراب ولا يجوز عند العلماء وضع الواحد موضع الآخر. والعوام أنفسهم لا يفعلون ذلك. أقول ذلك عن العراقيين إذ قد يتفق لغيرهم أن لا يميزوا بين الطائرين - ٢ - قوله ذو المنقار بعد قوله الزاغ غريب فهذا كلام يشعر بوجود زيغان بلا مناقير ونظن أن مثل هذا الخلق لا يرى في أرض من الأراضي - ٣ - قوله (أرجله) بعد قوله نوع من الغربان غريب أيضا. ولو قال: رجلاه حمراوان لكان أوضح وأصح. لأنه وجد من الناس من أعتقد أن لطائر ست أرجل أو ست قوائم قال في التاج في مادة برقش: قال ابن خالويه: أبو براقش طائر يكون في العضاه لونه بين السواد والبياض وبه ست قوائم: ثلاث من جانب وثلاث من جانب وهو ثقيل العجز تسمع له حفيفا إذا طار وهو يتلون ألوانا. اهـ. فقول الصديق هذا ذكرنا بكلام ابن خالويه. ٤ - قوله: أرجله حمراء لا ينطق به الفصحاء لأنهم يقولون: إذا كان أفعل يدل على عيب أو لون أو حلية يجمع على فعل إذا أريد به نعت المذكر أو المؤنث المجموع ثم إنه وإن جاز لنا أن نقول: أرجله من باب إطلاق الجمع على المثنى إذ هذا من قبيل ذاك. فلم يجز أن نقول (حمراء) بل حمر - ٥ - مالنا وكل هذه التآويل والتخاريج والسلف قد عرف هذا الغراب وسماه الغراب الأعصم. قال في القاموس الأعصم: الأحمر الرجلين والمنقار. اهـ.
وقوع أغلاط طبع غير مصححة
وقع في طبع هذا المعجم النفيس أغلاط طبع ظاهرة. فإن المؤلف حرسه الله نبه في المقدمة ص إن الصواب في كتابة الألفاظ المختتمة بأداة الملح (اة) أن تكون بالألف والهاء والحق معه لأنه ليس في لغتنا أسم مفرد زائد على ثلاثة أحرف ينتهي بألف وتاء بل بألف وهاء فقد قالوا وفاة وفتاة وفلاة وسعلاة ومرآة أما الألف والتاء فقد خصوهما بالجمع فقالوا بنات وفتيات وفلرات