للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأوقفت في نفوسهم الخوف منك وحذرتهم من قصدك والتعرض لك ويحذره من شجر الدر زوجته ويعرفه أن لها باطنا مع الملك الناصر.

٨١٢ وفي هذه السنة أرسل إلى الملك الناصر رسولا يطلبه إليه فلم يقدر على ذلك وجهز إليه الملك المفضل بهدية سنية. وحكى عز الدين بن شداد في تاريخه قال: أرسلني السلطان إلى هولاكو مع المفضل صلاح الدين بن الملك المفضل قطب الدين موسى بن صلاح الدين يوسف فلما وصلت إلى حلب اجتمعت بالشيخ شرف الدين الحوراني واستشرته في

سفري فقال: لا تتم سفرك لأن بغداد تؤخذ في أوائل السنة الآتية: ويقتل الخليفة ثم سبه سباً فظيعاً على عدم اهتمامه بملاقاة التتار وتفريطه في حق المسلمين. ثم قال لي: عزمت على خلاص بغداد فقيل لي: إن هؤلاء قوم لو تكررت عليهم الحدود فدوخت عليهم القتل فلا يدخل بيننا وبينهم. وأخذت بغداد في سنة ست وخمسين وقتل الخليفة وكان الأمر كما قال. وبطل عز الدين بن شداد الرسالة وعاد الزين الحافظي إلى حلب من عند منكوقان في العشر الأوسط من ذي الحجة وأخبر بوفاة الملك الجواد نجم الدين أيوب بن تاج الملوك ناصر الدين محمد بن المعظم (وقد كان سافر إلى أردو منكوقان) ووصل مع الزين الحافظي من التتر رسولان أحدهما كاكو أغا والآخر تتلمش فأخذوا في استفساد الرعايا واستمالتهم إلى العدو وفي سنة ست وخمسين أخذت بغداد وقتل الخليفة على تفصيل أخباره في شرح أحوال التتر.

(أتأسف أن هذا التفصيل لا وجود له في النسخة)

وفيها سافر الملك العزيز ابن الناصر رسولا إلى هولاكو وصحبه الزين الحافظين واخذوا ما كان قد سيروه مع الملك المفضل من الهدية واستصحبه الملك العزيز والزين الحافظي فساروا حتى اجتمعوا بهولاكو في بيلقان ٨١) فلما اجتمعوا به أكرم الملك العزيز وقبل هديته وأحضر له أبا بكر ابن الخليفة فقال للملك العزيز: لو كان أبي في خدمة منكوقان وطوعه ما جرى عليه ما سمعت به ولا أخذت منه بلاده. ثم قال هولاكو للملك العزيز: لا بد أن يحضر إلي أبوك فأن في حضوره مصلحة له، ولا يتعذر بعذر، وادعى عليهم بمن كان هرب إليهم من بغداد وقال: إنا على عزم قصده فنهتني العلوفة لعسكري. ثم

<<  <  ج: ص:  >  >>