أطلعت على كلمة الأديب المصطفى التي أوردها في الجزء الرابع من المجلد السابع للغة العرب ص ٢٨٩ حول (إذ ما) فوجدته مستغربا كون (إذما) حرفا وقد اشتبه عليه (إذ) الاسمية (بإذما) الحرفية. أما (إذ) فلا شك ولا ريب في كونها ظرفا واسما إذا وردت مجردة. وأما لو ضمت إليها (ما) خرجت عن الاسمية إلى الحرفية. لأن معناها تغير
وهيئتها تبدلت وانقلبت حيث أن معناها كان قبل دخول (ما) للماضي وبعدها صار للمستقبل فدل على أن ذلك المعنى الأول قد سلب منها وجرد عنها قطعا واتخذت المعنى الثاني كما نص على ذلك (ابن هشام في القطر) واستدل هو على حرفيتها بقول (سيبويه) ومن تبعه من جمهور النحويين وجعلها بمنزلة (إن الشرطية) الجازمة لفعلين فإذا قلت (إذما تقم أقم) فمعناه أن تقم أقم وادعى (المصطفى) بكونها ظرفا زمانيا قبل دخول (ما) وبعدها مع أن هذه الدعوى قد قالها قبله بقرون عديدة جمع من النحويين (كالمبرد وابن السراج والفارسي) كما نص على ذلك (ابن هشام في القطر) وادعى بقولهم إنها ظرف زمان بمعنى (متى) فإذا قلت (إذما تقم أقم) فمعناه (متى تقم أقم) وأنها قبل دخول (ما) كانت اسما والأصل عدم التغيير ونحن نستدل على حرفيتها بأقوال النحويين الذين يعتمد على قولهم منهم (ابن مالك في ألفيته في باب عوام الجزم ص ٣٧٢) فإنه قال:
واجزم بأن ومن وما ومهما ... أي متى أيان أين إذما
وحيثما أنى وحرف إذما ... كأن وباقي الأدوات اسما
ثم استشهد ولد الناظم (بدر الدين) في (الشرح) على حرفية (إذما) تأكيدا لقول أبيه بقوله (ويساوي أن في ذلك الأدوات التي في معناها وهي (من وما ومهما وأي ومتى وإيان وأين وإذما وحيثما وأنى) وورد شاهداً على حرفية (إذما البيت الذي أورده المصطفى في كلمته على الظرفية) وهو:
وإنك إذما تأت ما أنت آمر ... به تلف من إياه تأمر آنيا
قم قال وعند النحويين أن (إذ) في (إذما) مسلوب الأدلة على معناه الأصلي يستعمل مع (ما الزائدة) حرفا بمعنى (إن الشرطية) وما سوى (إذا) من