الأدوات المذكورة فأسماء متضمنة معنى (إن) معمولة لفعل الشرط والابتداء لا غير ويؤيد قولنا بالحرفية كلام (صاحب المغني) فأنه ذكر في (حرف الألف)(إذما) وقال إنها (أداة) تجزم فعلين وهي حرف عند سيبويه بمنزلة (إن الشرطية) وقال صاحب كتاب (شذور الذهب في معرفة كلام العرب) ص ٧٦٠ في (باب المجزومات) كأن وإذما: أما إذما فهي لمجرد التعليق وجازمة لفعلين وغيرها لفعل واحد، وما يجزم فعلين هو الأحد عشر الباقية وقد قسمتها إلى ستة أقسام أحدها ما وضع للدلالة على مجرد تعليق الجواب على الشرط وهو (إن وإذما) قال الله
تعالى (وإن تعودوا نعد) وتقول (إذما تقم أقم) وهما حرفان أما (إن) فبالإجماع وأما (إذما) فعند (سيبويه والجمهور) الخ وقال الشيخ خالد بن عبد الله الأزهري في كتابه (التصريح) على شرح الألفية (طبعة إيران) في باب (إعراب الفعل المضارع) في (النوع الثاني من الفصل الرابع) والنوع الثاني جازم لفعلين وهو إحدى عشرة كلمة وهي بالنظر إلى الخلاف في حقيقتها وعدمه (أربعة أنواع) حرف باتفاق وهو (إن) بكسر الهمزة وسكون النون وهي أم الباب وحرف على الأصح وهو (إذما) فقال سيبويه إنها حرف بمنزلة (إن) الشرطية الخ، وقد نظر الأديب (بحيث وكيف وأين) بأنها دخلت عليهن (ما) ولم تصيرهن حروفا نقول إن (ما) دخلت عليهن ولكن معناهن بقي مثل ما كان قبل دخولها عليهن بخلاف (إذ) ولو كانت اسمية (إذما لظهرت جلية عند النحويين ولما بينوا هذه التبيينات وفصلوا تلك التفصيلات وهذا دليل على أنها مختلف فيها ولا يمكن أن يرجح أحد القولين على الآخر بعد إن كانت القوة في جانب من يقول بحرفيتها لا باسميتها فضلا عن كون اللغة العربية أكثر مفرداتها سماعية لا قياسية وليس فيها اجتهاد ولا اشتقاق إلا ما ورد عن العرب مما دون في كتب أئمة النحو وإذا لم نعتمد ما قاله النحويون في كتبهم ونصوا عليه وأثبتوه فيها فأذن على من نعتمد؟
النجف: عبد المولى الطريحي
نظرة في أقدم كتابة كوفية
طالعت ما جاء في لغة العرب (١١: ٧) عن أقدم كتابة كوفية وراقني