للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الذاتية وقولهم الجسمانيات وقولهم: أما أو لا فالحال كذا. ونحو ذلك مما لا يخفى عمن له أدنى أنس بالأدب ولكنا استهجنا تبديل ألفاظهم وتغيير عباراتهم فمن كلم قوما كلمهم باصطلاحهم ومن دخل ظفار حمر. انتهى كلامنا.

وقال ابن أبي الحديد في شرحه ٤٧٥: ٣ (فأمر بإخراجه وما زال إلى أن مات محروما منه).

٣٩ - وجاء في ص ٨٤ قول الأعشى:

وكأس شربت على لذة ... وأخرى تداويت منها بها

فقال الأثري الأديب (وقد احتذى الناس على تمثله فقال الشاعر:

تداويت من ليلى بليلى من الهوى ... كما يتداوى شارب الخمر بالخمر

وقال أبو نواس:

دع عنك لومي فإن اللوم إغراء ... وداوني بالتي كانت هي الداء)

وهذا القول يوهم القارئ أن هذا الأديب استقرى الأبيات وعارض بينها فاستنبط هذا الاستنباط أما الحقيقة في هذا التتبع فأن حامد بن العباس سأل علي بن عيسى في ديوان الوزارة عن دواء الخمار وقد علق به، فأعرض علي عن كلامه وقال: ما أنا وهذه المسألة فخجل حامد منه. ثم التفت إلى قاضي القضاة أبي عمرو فسأله عن ذلك. فتنحنح لإصلاح صوته ثم قال (قال الله تعالى: وما أتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا وقال النبي (ص) استعينوا على كل صنعة بأهلها والأعشى هو المشهور بهذه الصناعة وقد قال:

وكأس شربت على لذة ... وأخرى تداويت منها بها

لكي يعلم الناس أني امرؤ ... أتيت اللذاذة من بابها

ثم تلاه أبو نواس في الإسلام وقال:

دع عنك لومي فإن اللوم إغراء ... وداوني بالتي كانت هي الداء

فأسفر حينئذ وجه حامد وقال لعلي بن عيسى: ما ضرك يا بارد أن تجيب بما أجاب به قاضي القضاة؟. . .).

فالآن قد حصحص الحق وآب إلى أهله موفورا وعرف القماشون القراشون

<<  <  ج: ص:  >  >>