للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الطبري في تاريخه (١: ١٧٠٦ من طبعة الإفرنج) وكان الحرث بن أبي شمر الغساني نذر (سيفين كانا له) لبيت الصنم يقال لأحدهما رسوب والآخر مخذم) أفيعد هذا النص من يشك في وثنية بعض غسان أو يجرؤ أن يقول أن غسان كلها كانت نصارى؟

وكنا قد بعثنا بهذه الأدلة وبغيرها إلى الأب شيخو فلم ينشر منها شيئا لأنها كانت قاطعة لكل زعم قذفت به الأغراض - لعنها الله؛ لكنها غيرت شيئا من فكرته فقال: (ولعل فصل

الخطاب في هذا ما يقال من أن السموأل كان من إحدى تلك الشيع الجامعة بين عادات اليهود وعقائد النصرانية التي عبرت الأردن وقت حصار الروم لأورشليم فسكنت في بلاد العرب؟

قلنا: أظهر مؤرخو الكنيسة واخباريوها أن هذه الفرقة اضمحلت منذ القرن الثالث للميلاد ولم يبق لها سوى الاسم. فرأي الأب قائل هنا كما زاغ في سائر ما اخترعته مخيلته ولهذا لا نعتبر ذلك ظلا لدليل فضلا عن دليل. ومن الحسن أن يضرب بهذه الحجج كلها عرض الحائط لأنها لا تقوم على قائمة.

٤ - نسب السموأل يثبت يهوديته

غاية هذه المقالة أن نثبت للقراء حقيقة ديانة السموأل وأنها كانت اليهودية وليست النصرانية وهذا ما يؤخذ من أسماء أجداده. وقد اختلف النسابون في نسبه. فقيل السموأل بن غريض بن عادياء بن حباء الكاهن اليهودي. وقيل: السموأل حيان بن عادياء. وقيل: السموأل بن أوفى بن عادياء بن رفاعة بن جفنة (التاج في مادة سمل). وقيل: السموأل بن عادياء بن حيان بن رفاعة أبن الحرث. . . إلى غير هذه الروايات باختلاف قليل.

وأول كل شيء نقوله هو: أن السموأل لم يرد اسما لنصراني بل اسم ليهودي. أما النصارى فسموا أولادهم سمويل والمحدثون يقولون خطأ صموئيل.

وغريض بالغين المعجم وبالعين المهملة خطأ صريح من قبيل التصحيف هو نفس حنان. فحنان بالعبرية وغريض بالعربية وهو معنى حنان. وتلفظ بنونين الواحدة مشددة واقعة بين الحاء والألف والثانية في الآخر. وحنان اسم محبوب

<<  <  ج: ص:  >  >>