للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عند اليهود وكرهوه كل الكراهية عند المسيحيين لأنه يذكرنا اسم الكاهن الأكبر الذي أخذ إليه المسيح عند محاكمته أول مرة وقبل أن يحاكم بين يدي الآخرين. ولهذا لم يتسم به أحد من المسيحيين وبقي خاصا باليهود نكاية للنصارى.

ومن هذا التحقيق ترى أن حبان بالباء الموحدة التحتية المشددة خطأ وكذلك حيان بالياء المثناة المشددة. ولم نقف على يهود تسموا بحبان ولا بحيان بل حنان بنونين.

وكذا قل عند حبا بالباء الموحدة المشددة أو حيا بالياء المثناة المشددة فكلاهما تصحيف حنا بالنون المشددة وهو من أسماء اليهود أولا ومن أسماء النصارى ثانيا. وسبب هذه

التصحيفات أن الألفاظ العبرية غير معروفة عند العرب سلفنا ولهذا أنسوا بما عرفوه فنقلوه إلى ما كانوا قد اتخذوه من الأعلام المعروفة عندهم.

وعادياء أصله بالعبرية (عدايا) فوقع القلب فيه كما وقع في أغلب الأعلام الغريبة. وعدايا معروف عند اليهود فقد ورد مثله في سفر زكريا من التوراة (١: ١: ٧).

جئنا الآن إلى أوفى. فقولهم أبن أوفى هو كقولهم أبن الوفاء إلا أنهم استعملوه بصيغة افعل لما اشتهر به من الوفاء. إذن قولك أبن أوفى كقولك صاحب الوفاء.

ورفاعة ليست إلا ترجمة العبرية (ارم أو أرام) وهو كثير الورود في التوراة بل معروف إلى عهدنا هذا.

بقي علينا أن نعرف من جفنة. فجفنة كلمة عربية يقابلها في العبرية (كرمي) ومعنى جفنة، ذو الجفنة أي الكرام، وكرمي من أسماء اليهود أيضا وقد ورد مثل هذا العلم اسما لواحد من أبناء روبن (سفر الخلق ٤: ٦) والخروج (٦: ١٤) واسم رجل آخر ذكر في سفر يشوع (٧: ١).

٥ - النتيجة والختام

النتيجة من هذا البسط الموجز أن السموأل لم يكن نصرانيا أبدا بل هو يهودي عريق في اليهودية ويشهد على صحة هذا الرأي الرصين:

١ - شهادات الإخباريين والرواة والشعراء والمؤرخين

٢ - ما نقله إلينا الأقدمون من شعر السموأل بله ما نقله المزورون العصريون

<<  <  ج: ص:  >  >>