للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

العلماء عن أقدم المدنيات قال:

نجحنا في السنة الأخيرة نجاحاً باهراً في حفريات أور إذ قد كشفنا خمسة قبور ملكية هي نوعاً ما أقدم من التاريخ المعروف ولا شك أن أربعة منها قبور ملوك أو ملكات أما الخامس فقد يكون قبر أمير لم يصل إلى العرش على أنها كلها تختلف عن قبور الموتى من عامة الناس.

في داخل كل قبر غرفة أو غرفتان أو ثلاث والجدران مبنية بحجارة كلسية أو أجر ووجود الحجارة في القبور في حد ذاتها دليل على الثروة لأن أورا واقعة في واد تربه جرتها المياه إليه لا يستطيع المرء أن يجد فيه حصاة صغيرة وأقرب مقلع للحجارة يبعد مائة ميل على أقل تقدير.

والأغرب في ذلك طرز بناء تلك القبور فأن أثنين منها معقود سقفاهما بالحجارة وفي القبور الأخرى أقواس متخذة من الأجر هي أقدم ما يعرف من نوعها. نعم أنه لأمر عجيب أن يكون أولئك البناة الأقدمين قد عرفوا بناء الأعمدة والأقواس ومارسوها في ذلك العصر المتطاول في القدم على أننا رأينا العالم الغربي لم يتجل له سرها إلا بعد قرون عديدة.

وظهر في هذه القبور أثار تقديم الضحايا البشرية ولم يكن قد كشف حتى الآن ما يدل على

اتخاذ هذه الذبائح في العراق وليس في رقم الشمريين - أو البابليين ما يشير إليها ولكن ظهر من المكشوفات أن مناحة الملك كان يسبقها ذبح ستين أو أكثر من الخدم والحاشية في البلاط. وفي آخر القبر بقايا سيدات عصبت رؤوسهن بضفائر من ذهب ووضعت عليهن تيجان من النضار وفي آذانهن أقراط ذهبية وبالقرب من الباب أضجع جنود الحرس وعلى رؤوسهم الخوذ النحاسية وفي أيديهم الرماح.

وبعض الأصقال (هياكل العظام) سبوثة على أرض القبر بل يرى ثم عظام ثيران العجلان والساقة على مقاعد الثيران الستة مشدودة إلى عريش العجلة ورؤوسها وأكفالها مزينة بالفضة والحجارة الكريمة.

وإلى جانب الملكة (شوب أب) جثث وصائف الشرف في صفين وضارب العود وذراعاه تطوقان آلة طرب وهي آلة عجيبة موشاة بالذهب ومزينة برأس عجل من ذهب صنع جسمه من الحجارة الكريمة.

أما مركبة الملكة فهي مركبة خفيفة

<<  <  ج: ص:  >  >>