للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ضاربة إلى الربدة (اللون الرمادي) وقد زينت برؤوس السود والثيران والفهود المصوغة من الفضة والذهب.

ويجر المركبة أتن وفي جنب جثث الأتن عظام الخدام الصغار الذين كانوا يسوقونها.

ومما لو حظ أن لا شيء في القبور العادية من الضحايا البشرية ولا من أثارها حتى ليس هناك رمز مصنوع يرمز إلى الذبيحة الحقيقية ولا شيء يشبه الظلوم (الصور الجدارية) كما هو الحال في مصر إذ ترى التماثيل الخشبية تمثل الذبائح في أيام ملوك الدول الأولى.

من هذا يظهر أن في ديار شمر لم تعم عادة اتخاذ الذبائح البشرية بل كانت امتيازا خاصاً بالملوك للدلالة على أنهم يختلفون عن سائر مألوف الناس وبعد ذلك العصر أي في الألف الثالث قبل المسيح أخذت السوقة تستخف بالملوك من شمر وأكد ويزدرون ما بعد الموت بل اخذ اعتبارهم يقل شيئاً فشيئاً في أمورهم حتى في حياتهم أيضاً. ولعل الملوك قديماً كانوا يعدون كالآلهة وكان يجب على الناس أن يمجدوهم بسفك دماء أبناء جنسهم.

وجدت ثلاثة من هذه القبور منهوبة على أن اللصوص لم يأخذوا كل ما فيها إذ وجد بعض الكنوز الأثرية وخباء مناحة الملكة (شوب آب) لم يصب بأذى - وجدت الملكة مسجاة في نعش وعليها حلة مغطاة بالحجارة الثمينة والذهب وقد عصب رأسها بالعصائب والتيجان

والأزهار والحلي الذهبية التي تشبه الأمشاط الأسبانية وإلى جانبها الواحد تاج منقوش عليه صور صغيرة جميلة هي صور حيوانات وأزهار وأثمار وإلى جانبها الآخر هدايا لا تعد بينها آنية ذهبية ورأس عجل دقيق الصنع.

ومجموع هذه النفائس العادية لا يثمن ويملأ متحفه وهي ليست بنماذج فن في عصر لم نكن نعرف أفكارنا وآراءنا في قضية نشأة الحضارة ونمو المدينة تصحيحاً جوهرياً.

أن قبور أور هي أقدم من قبور أول ملوك مصر المتحدة بلا شك ونحن نعلم أن مدينة مصر حين كانت حضارة الشمريين حضارة قديمة العهد وكل من رأى مكشوفات أور لا يستطيع أن يحسبها مصوغة في بداءة عهدها فنستنتج

<<  <  ج: ص:  >  >>