الكتاب المستشرق الأفرنسي الأستاذ كليمان هوار المتوفي سنة ١٣٤٥هـ (١٩٢٦م) هو من المتأخرين ولا بد أن يكون أطلع على رواياتها العديدة فكان حقيقاً به أن يعلق على الأبيات ويصحح أغلاطها في حواشيه ونقل ياقوت الحموي المتوفي سنة ٦٢٦هـ ١٢٢٨م البيت السابع والبيت الثامن على الوجه الذي نقلها القالي في أماليه والعسكري في الصناعتين.
ونقل ابن الأثير المتوفي سنة ٦٣٠هـ (١٢٣٢م) القصيدة كما هي في الأغاني إلا أنه وقع فيها بعض التصحيفات فجاء بتاثا بدل نباتي في صدر البيت الأول وقلب بدل رأي في عجز البيت الثاني وعفيف بدل عنيف في عجز الثالث وقد بدل إذ في صدر السادس وتجزع بدل تحزن في عجز السابع.
واكثر العلماء اهتماماً بهذه القصيدة هو أبن خلكان المتوفي ٦٨١هـ (١٢٨٢م) فقد قال في ترجمة الوليد المذكور: وكان له أخت تسمى الفارعة وقيل فاطمة تجيد الشعر وتسلك سبيل
الخنساء في مراثيها لأخيها صخر فرثت الفارعة أخاها الوليد بقيدة أجادت فيها وهي قليلة الوجود ولم أجد في مجاميع كتب الأدب إلا بعضها فاتفق أني ظفرت بها كاملة فأثبتها لغرابتها مع حسنها وهي هذه:
بتل نهاكي رسم قبر كأنه ... على جبل فوق الجبال منيف
تضمن مجداً عدملياً وسؤدداً ... وهمة مقدام ورأى حصيف
فيا شجر الخابور ما لك مورقاً ... كأنك لم تحزن على أبن طريف
فتى لا يحب الزاد إلا من التقى ... ولا المال إلا من قنا وسيوف
ولا الذخر إلا كل جرداء صلدم ... معاودة للكر بين صفوف
كأنك لم تشهد هناك ولم تقم ... مقاما على الأعداء غير خفيف
ولم تستلم يوماً لورد كريهة ... من السرد في خضراء ذات رفيف
ولم تسع يوم الحرب والحرب لاقح ... وسمر القنا ينكزنها بألوف
حليف الندى ما عاش يرضى به الندى ... فإن مات لا يرضى الندى بحليف
فقدناك فقدان الشباب وليتنا ... فديناك من فتياننا بألوف